الخميس، 11 يناير 2018

هل بإمكان الأضرار الدماغية أن تسهم في السلوك الإجرامي

١٨ ديسمبر ٢٠١٧

المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ١٤ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث السلوك 

Can Brain Lesions Contribute to Criminal Behavior?

  • Date: 12/18/2017
تعريف من خارج النص 
ورد مصطلح Lesions في النص وقد أشرنا له في النص بمصطلح " الضرر " وَقَد يشار له بالآفة هي أي ضرر غير طبيعي أو أي تغيير في نسيج الكائن الحي، وعادة ما يتأتى عن مرض   أو  رضة/ صدمة  بحسب الوكيبيديا، 




النص
يشير البحث الجديد الذي نشر في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم إلى أن الأضرار  في مناطق الدماغ في الأفراد الذين يظهرون سلوكاً إجراميا تقع جميعها ضمن شبكة دماغ معينة لها دخل  في صنع القرار الأخلاقي. وقد أظهرت دراسات سابقة أن أدمغة بعض المجرمين تظهر حالات شاذة، ولكن في معظم الحالات، الأمر غير واضح ما إذا كانت هذه الحالات  الشاذة هي سبب الإجرام أو تأثيره أو  ببساطة تزامنت  معه.

وقال الدكتور الطبيب مايكل فوكس، والمدير المساعد لبرنامج تحفيز الدماغ العميق في مركز بيت اسرائيل الطبي في بوسطون (BIDMC)  : "لقد طور مختبرنا تقنية جديدة لفهم الأعراض العصبية والنفسية المستندة  لأضرار الدماغ البؤرية ومخطط تسليك الدماغ البشري"  "لقد طبقنا هذه التقنية بنجاح على الهلوسة والأوهام والحركات اللاإرادية والغيبوبة، وربما التطبيق  الاكثر إثارة للإهتمام حتى الآن، هو  تطبيقنا اياها  على الإجرام".

وقد أصبح الاهتمام بالعلاقة المحتملة بين أضرار  الدماغ والجريمة مرتفعاً بشكل خاص بعد إطلاق النار الجماعي على برج تكساس عام ١٩٦٦ الذي قام به تشارلز ويتمان الذي اشتكى من صداع وتغير في الشخصية قبل قتله ل ١٦ شخصا وإصابة ٣١ آخرين. وقد وجد أن لديه ورماً في دماغه، مما دفع إلى السؤال ما إذا كانت إصابة الدماغ ساهمت في سلوكه. المؤلف الرئيسي ريتشارد داربي باحث سابق في BIDMC   والآن أستاذ مساعد في علم الأعصاب في جامعة فاندربيلت ومدير عيادة الخرف الجبهي الصدغي في فاندربيلت، أشار إلى أنه أصبح شخصيا مهتما في كيف تؤدي  الأمراض العصبية  إلى سلوك إجرامي بعد عنايته  بالمرضى  الذين يعانون من الخرف الصدغي ، الذين غالبا ما  يرتكبون جرائم غير عنيفة نتيجة لخرفهم.

ولتحقيق هذه المسألة، قام فوكس وداربي وزملاؤهما بتتبع أضرار  الدماغ بشكل منهجي في ١٧ مريضاً ممن أظهر  سلوكا إجراميا بعد حدوث الأضرار - ولكن ليس قبل حدوث الأضرار الدماغية.

وكشفت التحاليل أن الأصرار  تقع في مناطق الدماغ المختلفة، ولكن كلها  ترجع إلى شبكة مشتركة. "لقد وجدنا أن هذه الشبكة كانت داخلة  في صنع القرار الأخلاقي في الناس العاديين، وربما هذا يعطي  سبباً  لماذا أضرار   الدماغ في هذه المواقع من شأنها أن  تجعل المرضى المصابين بها أكثر احتمالاً  للتصرف الإجرامي"، وقال داربي. الشبكة ليس لها دخل  في  التحكم المعرفي  أو التعاطف.

النتائج مدعومة  باختبارات جرت على مجموعة منفصلة من ٢٣ حالة حيث كانت الفترة الزمنية  بين الضرر  في  الدماغ والسلوك الإجرامي ضمنياً  ولكن ليس قطعياً. ومن المهم أن نلاحظ، مع ذلك، ليس جميع الأفراد الذين يعانون من أضرار في الدماغ داخل الشبكة المحددة في الدراسة  سيرتكبون جرائم. ومن المرجح أيضا أن تكون العوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية مهمة. وقال فوكس، وهو أيضا أستاذ مساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد: "نحن لا نعرف حتى الآن القيمة التنبؤية لهذا النهج. "على سبيل المثال، لو وقع ضرر في  الدماغ  خارج شبكتنا، هل هذا يعني أنها لا علاقة لها بالسلوك الإجرامي؟ وبالمثل، نحن لا نعرف نسبة المرضى الذين يعانون من أضرار  داخل شبكتنا الذين سيرتكبون جرائم ".

وأضاف داربي أنه من المهم اعتبار   كيف  لا تستخدم نتائج  الدراسة. وقال "ان نتائجنا يمكن ان تساعد فى فهم كيف يمكن ان يسهم الخلل الوظيفي فى الدماغ فى السلوك الاجرامى والذى قد يكون خطوة هامة نحو الوقاية او حتى العلاج منه". "ومع ذلك، فإن وجود ضرر في  الدماغ لا يمكنها أن تخبرنا ما إذا كان ينبغي او لا ينبغي لنا أن نعتبر  الشخص قانونيا هو مسؤول   عن سلوكه. هذا هو السؤال الذي   يجب على المجتمع  في نهاية المطاف الإجابة عنه ".

في الواقع، فإن الأطباء وعلماء الأعصاب والمحامين والقضاة جميعهم  يختلفون  في  السلوك الإجرامي في حالة ضرر  الدماغ. هل المريض مسؤول؟ وهل ينبغي معاقبته او معاقبتها بنفس الطريقة التي يعاقب بها الأشخاص الذين ليس لديهم ضرر ؟ هل السلوك الإجرامي مختلف عن الأعراض الأخرى التي يعاني منها المرضى بعد تضرر  الدماغ كالشلل أو مشاكل الكلام؟ وقال فوكس "ان النتائج لا تجيب على هذه الاسئلة، بل تبرز اهمية هذه الامور".
المصدر:

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق