هذه القصة المعبرة وردت في كتاب لغة الله The-Language of God- ص٢٤
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ١٥ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: مواضيع اخلاقية
مقدمة المترجم
لم آورد هذه القصة وأريد منها تدوير قصة او حادثة تراجيدية فحسب ، وإنما أوردتها هنا لما فيها من العبر الكثيرة التي يستطيع أي إنسان ان يستخلصها منها.
كثيراً ما نصادف في حياتنا الاجتماعية وفي علاقتنا البينية بالآخر وربما بالقريب جداً علاقات تتسم برد الفعل في أكثرها ،ان جاز التعبير، والتي تتجسد كثيراً في المعاملة بالمثل خصوصاً فيما يؤثر سلباً على صلات التواد والتراحم بين الناس، فمثلاً، من لا يسلم علي لا اسلم عليه، ومن لا يدعوني لا ادعوه، وهلم جرا. والحال هو ان نعامل الناس بما يمليه علينا تكليفنا الشرعي والاخلاقي بغض النظر عن معاملتهم إيانا.
*النص*
ذات مرة كانت هناك امرأة عجوز تتأمل على ضفة نهر الغانج. في صباح أحد الأيام، بعدما انتهت من تأملها، رأت عقرباً عائمة بلا حول ولا قوة يدفعها تيار ماء قوي. ولما سحبها التيار قريباً من العجوز تعلقت العقرب بجذور شجرة متشعبة في عرض النهر. حاولت العقرب بشكل محموم تحرير نفسها ولكن اشتبكت أكثر وأكثر في الجذور . حاولت العجوز مد يدها على الفور إلى العقرب الغريقة لإنقاذها ، وبمجرد أن لمستها لدغتها العقرب. سحبت المرأة العجوز يدها ولكن، بعد أن استعادت توازنها، حاولت مرة أخرى إنقاذها . وفي كل مرة تحاول، عسلة العقرب تلدغها بشدة بحيث أدمت يدها وأصبح وجهها ( منعفساً) من الألم. احد المارة لما رأى المرأة العجوز وهي تحاول مع العقرب صاح بها "ما خطبك ايتها الحمقى ! هل تريدين أن تقتلي نفسك لإنقاذ ذلك الشيء القبيح؟" وعندها نظرت المرأة إلى عيني الغريب، وأجابت: "لأن من الطبيعة العقرب اللدغ ، فلماذا علي أن أتنكر لطبيعتي وأنقذها؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق