٤ يناير ٢٠١٨
الكاتب: ليخ هوبر
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٤ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: أبحاث السلوك
Mirror neuron activity predicts people’s decision-making in moral dilemmas, UCLA study finds
Leigh Hopper
UCLA Health
وجد باحثون أن القشرة الأمامية السفلى للدماغ (المحاطة بدائرة في الشكل) أكثر نشاطا في الأشخاص الذين هم أكثر نفوراً من إيذاء الآخرين عند مواجهة الأمور الأخلاقية.
الشكل: وجد باحثون أن القشرة الأمامية السفلى للدماغ (المحاطة بدائرة) أكثر نشاطا في الأشخاص الذين هم أكثر نفوراٌ من إيذاء الآخرين عند مواجهة المعضلات الأخلاقية. |
إنه زمن الحرب. أنت وزملاؤك اللاجئون مختبئون من جنود العدو، عندما تبدأ طفلة في البكاء. تغطي فمها لتخمد صوتها. وإذا رفعت يدك عن فمها، فإن بكاءها يلفت انتباه الجنود، الذين سيقتلون الجميع. وإذا خنقتها ، فستنقذ نفسك والآخرين.
لو كنت في هذا الوضع، الذي كان في الحلقة الأخيرة من مسلسل "M.A.S.H" التلفزيوني في السبعينات والثمانينات ماذا ستفعل؟
وتشير نتائج دراسة جديدة لجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس إلى أنه يمكن للباحثين أن يخمنوا تخميناً جيدا استناداً إلى كيف يستجيب الدماغ عندما يشاهد الناس شخصاً آخر يعاني من ألم. ووجدت الدراسة أن تلك الاستجابات تتنبأ بما لو كان الناس ينزعون إلى تجنب التسبب في الإضرار بالآخرين عند مواجهة المعضلات الأخلاقية.
يقول الدكتور ماركو إياكوبوني، مدير مختبر التكييف-العصبي Neuromodulation في مركز أهمانسون-لوفيليس لتخطيط الدماغ، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تعطينا النتائج لمحة عن طبيعة الأخلاق". "هذا هو سؤال أساسي لنفهم أنفسنا، ونفهم كيف يشكل الدماغ طبيعتنا الخاصة".
في الدراسة، التي نشرت في مجلة فرونتيرز في علوم الأعصاب التكاملي Frontiers in Integrative Neuroscience، قام إياكوبوني وزملاؤه بتحليل الخلايا العصبية المرآتية، وهي خلايا الدماغ التي تستجيب بنفس المقدار عندما يقوم شخص ما بأداء عمل أو ببساطة يشاهد شخصاً آخر يؤدي نفس العمل. تلعب الخلايا العصبية المرآتية دوراً حيوياً في كيف بتعلم الناس من خلال التقليد ويشعرون بالشفقة ( التقمص العاطفي) على الآخرين.
حين تجفل حين ترى شخصاً يعاني من الألم - ظاهرة تسمى "بالصدى العصبي" - الخلايا العصبية المرآتيةً هي المسؤولة عن هذه الحالة.
وتساءل إياكوبوني عما إذا كان الصدى العصبي قد يلعب دورا في كيف يوجه الناس المشاكل المعقدة التي تتطلب كلا من المداولات الواعية والاخذ في الإعتبار مشاعر الآخرين.
لمعرفة هذا الدور الذي يلعبه الصدى العصبي ، عرض الباحثون على ١٩ متطوع شريطي فيديو: احد الشريطين كان عن إبرة حقن وهي تثقب يد، والشريط الآخر كان عن يد تُلمس بلطف بمسحة قطن. في الشريطين ، استخدم الباحثون آلة تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس النشاط في أدمغة المتطوعين.
وسأل الباحثون في وقت لاحق المشاركين عن كيف كانوا سيتصرفون في مجموعة من المعضلات الأخلاقية، بما في ذلك السيناريو الذي فيه طفلة تبكي أثناء الحرب، واحتمال تعذيب شخص آخر لمنع قنبلة من قتل عدة أشخاص آخرين، وما إذا كانت الأبحاث التي تجرى لإيجاد علاج للأيدز تسبب ضرراً للحيوانات
واستجاب المشاركون أيضا للسيناريوهات التي فيها قد يكون ما من شأنه ان يسبب ضرر اً يجعل العالم أسوأ حالاً - إلحاق الأذى بشخص آخر من أجل تجنب أسبوعين من الأشغال الشاقة - على سبيل المثال - لقياس مدى استعدادهم للإلحاق الأذى لأسباب أخلاقية وبدوافع أقل نبلاً.
وافترض إياكوبوني وزملاؤه أن الناس الذين لديهم صدى عصبي أكبر من المشاركين الآخرين أثناء مشاهدة فيديو خرق اليد سيكونون أيضا أقل احتمالا في اختيار إسكات الطفل عن البكاء في مشكلة افتراضية، والتي ثبت أنها صحيحة. في الواقع، كان الناس الذين لديهم نشاط أقوى في القشرة الأمامية السفلى، وهي جزء من الدماغ ضروري للشفقة والتقليد، هم أقل استعدادا للتسبب في ضرر مباشر، مثل إسكات الطفلة.
لكن الباحثين وجدوا عدم وجود ارتباط بين نشاط الناس في الدماغ واستعدادهم لإيذاء شخص ما من الناحية الافتراضية للصالح العام - مثل إسكات الطفلة لإنقاذ المزيد من الأرواح. ويعتقد أن تلك القرارات تنبع عمليات معرفية وتداولية أكثر.
وأكد إياكوبوني أن الدراسة تؤكد أن الإهتمام الحقيقي بآلام الآخرين يلعب دوراً سببياً في أحكام القضايا الأخلاقية. وبعبارة أخرى، فإن رفض الشخص إسكات الطفلة يرجع إلى الاهتمام بالطفل، وليس فقط لعدم ارتياح الشخص نفسه في اتخاذ هذا الفعل.
سوف يستكشف مشروع إياكوبوني التالي ما إذا كانت عملية اتخاذ القرار للشخص في قضايا أخلاقية يمكن أن يتأثر بتناقص أو تعزيز النشاط في مناطق الدماغ التي استهدفت في الدراسة الحالية.
وقال إياكوبوني: "سيكون من الرائع معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام تحفيز الدماغ لتغيير القرارات الأخلاقية المعقدة من خلال التأثير على مقدار الإهتمام الذي يوليه الناس بآلام الآخرين". واضاف "انه يمكن ان يوفر طريقة جديدة لزيادة الاهتمام برفاهية الاخرين".
وقال إياكوبوني إن البحث يمكن أن يشير إلى طريقة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية كالفصام الذي يجعل التواصل بين الأشخاص صعبا.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق