الكاتبة : كاستيلا ميدرانو - مجلة تيوزويك
١٠ فبراير ٢٠١٨
المترجم: ابو طه/عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ٦٣ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: ابحاث متفرقة
Where Do You Go When You Die? The Increasing Signs That Human Consciousness Remains After Death
سريريا، نحن نفهم ان الموت يعني الحالة التي تحدث بعد ان تتوقف قلوبنا عن النبض. وتتوقف الدورة الدموية ، ولا نتنفس، وتتوقف أدمغتنا عن العمل - وهذا ما يقسم حالاتنا التي نكون عليها من لحظة (أحياء ) إلى لحظة (اموات). وفلسفيا، تعريفنا للوفاة يتوقف على شيء آخر: النقطة التي تجاوزنا المرحلة التي لم نعد قادرين فيها على العودة. وهذان التعريفان كانا تقريبا حتى حوالي ٥٠ سنة مضت متساويين لا اكثر ولا اقل ، عندما رأينا مجيء الإنعاش القلبي CPR. اليوم، يمكن أن يتوقف قلب شخص ما ويمكن أن يكون الشخص ميتاً، وبعد ذلك يمكن أن يعود حياً.
اصبح الإنعاش الحديث مغير لقواعد اللعبة للرعاية في حالات الطوارئ، لكنه فجر أيضا فهمنا لما يعني أن يكون الشخص ميتا. فبدون رجوع الكثير من الناس من الموت حتى يرونا خلاف ذلك، كان من الطبيعي أن نفترض، من وجهة نظر علمية، أن وعينا يموت في نفس وقت موت أجسادنا. على مدى السنوات القليلة الماضية ، فقد شهد العلماء دليلا متكررا على أنه بمجرد أن تموت، فإن خلايا دماغك تستغرق أياماً، وربما تكون أطول، للوصول إلى نقطة تتجاوز الحالة التي تتحلل فيها إلى أبعد حد بحيث
تصبح غير قابلة للحياة مرة أخرى. هذا لا يعني أنك لست ميتا. أنت ميت. ومع ذلك، قد لا تكون خلايا الدماغ ميتة.
بعض خلايانا تبقى نشيطة بعد موتنا، لا نعرف السبب؟ |
تصبح غير قابلة للحياة مرة أخرى. هذا لا يعني أنك لست ميتا. أنت ميت. ومع ذلك، قد لا تكون خلايا الدماغ ميتة.
وقال الدكتور سام بارنيا، مدير قسم الرعاية الحرجة وأبحاث الإنعاش في مركز لاغون Langone الطبي في جامعة نيويورك لمجلة نيوزويك: "ما يثير الدهشة هو أن هناك وقتاً، بعد موتي وموتك فقط، تبدأ الخلايا داخل أجسادنا بالتدرج نحو عملية موتها "، . "أنا لا أقول أن الدماغ لا يزال يعمل، أو أي جزء فيك لا يزال يعمل بعد ان تموت. ولكن الخلايا لا تتحول على الفور من حية إلى ميتة. في الواقع، الخلايا مقاومة أكثر لتوقف القلب - بالأحرى موت شخص - مما اعتدنا على فهمه. "
يوتيوب
هل يعتبر الميت دماغياً ميتاً في الواقع ؟
لاحظ علماء يعملون على الجثث البشرية من وقت لآخر جينات نشطة بعد الموت، وفقا لأستاذ علوم الأحياء الدقيقة بجامعة واشنطن البرفسور بيتر نوبل. لدراسة عام ٢٠١٧ التي نشرت في مجلة بايلوجيا المفتوحة Open Biology ، اجرى نوبل وزملاؤه اختباراً على فئران وسمك الزرد zebrafish ووجدوا ليس فقط حفنة، ولكن ما مجموعه ١٠٣٦ جين ظل نشطاً، في بعض الحالات الى مدة تصل إلى أربعة أيام بعد وفاة هذا الشخص . ليس فقط نشاطها لم يختفي - بل زاد.
وقال نوبل لمجلة "نيوزويك": "لم نتوقع ذلك". "هل يمكنك أن تتخيل، بعد ٢٤ ساعة [من وقت الوفاة] أن تأخذ عينة وتجد نسخ الجينات ( الوراثة) تزيد وفرة في الواقع ؟ كان ذلك مفاجأة ".
وقال نوبل إن عددا قليلا من هذه الجينات جينات متطورة، مما يرفع من الإثارة المذهلة والمقلقة بعض الشيء، أنه في الفترة التي تلي الموت مباشرة، تبدأ أجسادنا بالعودة إلى الحالات الخليوية التي كانت موجودة عندما كنا أجنة. وجد نوبل أن خلايا حيوانات معينة، بعد الوفاة، بقيت قابلة للحياة لأسابيع. ويشير البحث الى "التوقف ( عن العمل) التدريجي"، الذي تموت فيه أجزاء منا تدريجيا، بسرعات مختلفة، بدلا من ان تموت كلها مرة واحدة.
بالضبط لماذا بعض الخلايا مقاومة أكثر للموت من اخرى لا يمكن بعد أن يُتحدث عنه. في دراسة نشرت عام ٢٠١٦ في المجلة الكندية للعلوم البيولوجية، روى أطباء عن إيقاف اجهزة دعم الحياة عن أربعة مرضى يحتضرون (مصابين بأمراض ميؤوس من شفائها)، إلا أنه استمر من احد المرضى انبعاث رشقات موجة دلتا -وهو نشاط كهربائي قابل للقياس في الدماغ الذي عادة نقوم به خلال النوم العميق - لأكثر من ١٠ دقائق بعد أن أعلن عن وفاته؛ لا توسع في حدقة العين ولا نبض و لا ضربات في القلب. وكان المؤلفون في حيرة في التفسير الفسيولوجي لذلك
.
YouTube
يقول باحثون أن هناك أدلة على أن الوعي يستمر بعد الموت السريري
وقد أظهرت أبحاث بارنيا أن الناس الذين نجوا من الموت الطبي في كثير من الأحيان يفيدون عن خبرات تشترك في مواضيع متماثلة: الأضواء الساطعة. أشخاص موجهون خيرون؛ الراحة من الألم الجسدي، وإحساس عميق بالسلام. لأن هذه التجارب هي شخصية ، فمن الممكن أن تعزوها إلى الهلوسة. عندما يفشل هذا التفسير، فإنه من بين المرضى الذين لقوا حتفهم على سرير العمليات أو عربة تتحطم، أفادوا بأنهم شاهدوا من زاوية في الغرفة، من فوق، حين حاول الأطباء إنقاذهم، الروايات أكدها الأطباء انفسهم المدهوشون جداً في وقت لاحق .
كيف تمكن هؤلاء المرضى من وصف الأحداث الشخصية التي وقعت أثناء وفاتهم، نحن لسنا متأكدين تماماً، كما أننا لسنا متأكدين بالضبط لماذا يبدو أن أجزاء معينة منا تقاوم الموت حتى لو ان الموت أخذ كل شيء آخر. ولكن يبدو أنه يشير إلى أنه عندما تموت أدمغتنا وأجسادنا، قد لا يموت وعينا، أو على الأقل ليس على الفور.
يقول بارنيا: "أنا لا أقصد أن الناس يفتحون عيونهم أو أن دماغهم يعمل بعد موتهم". ذلك يُحجّر الناس . أنا أقول إن لدينا وعياً يُكوّن من نحن - أنفسنا وأفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا، وأن ذلك الكيان، على ما يبدو، لا يتلاشى فقط لأننا تجاوزنا عتبة الموت. يبدو أنه يبقي يعمل ولا يتبدد. كم يبقى؟، لا يمكننا القول ".
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق