السبت، 17 فبراير 2018

دراسة جديدة تفسر كيف يساعدك دماغك على تعلم مهارات جديدة


الكاتبة : جولي لانجلير

٨ فبراير ٢٠١٨

المترجم : ابو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ٦٥ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث التعلم  

New Study Explains How Your Brain Helps You Learn New Skills

By Julie Langelier

February 8, 2018

حتى لو لم تكن قد ركبت دراجتك الهوائية لسنوات، ربما  تتذكر كيف تقوم  بذلك دونما  أدنى تفكير. لو انك لاعب بيانو ماهر،  الاحتمالات تقول انه يمكنك  بسهولة ان تجلس  وتغني  أغنية كنت قد تدربت عليها  من قبل. وعندما تذهب بسيارتك  إلى العمل، فمن المحتمل ألا تفكر في حركاتك بشكل واع.

 المهارات اللازمة لأداء أي من هذه الأنشطة تُخزن في الدماغ كذاكرة إجرائية ( *تعريف من خارج النص في آخر المقال)  . كشف باحثون من معاهد غلادستون كيف يحسّن  نوع خاص من الخلايا العصبية  كفاءة هذا النوع من التعلم.  النتائج  نشرت في ٨ فبراير ٢٠١٨ في المجلة العلمية "سيل Cell" الانترنتية .

وقد أراد العلماء في البداية بيان كيف تسبب خلايا الدماغ المتخصصة، التي يطلق عليها الخلايا العصبية البينية  سريعة الارتفاع، (fast-spiking interneurons ) اضطرابات الحركة، مثل متلازمة توريت Tourette’s syndrome تعريف من خارج التص :متلازمة توريت هي عبارة عن خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة وتظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لاإرادية)،  خلل التوتر dystonia، وخلل الحركة  عسر الحركة dyskinesia) . وكما اتضح، ليس هذا هو الحال. ولكن عملهم - بحثهم- أدى بهم إلى اكتشاف أكبر.

الطريق  إلى نتائج غير متوقعة

وكان الفريق، بقيادة  الباحث  الأول الدكتور أناتول س. كريتزر،  يحاول فهم الآليات الأساسية للعقد العصبية القاعدية، والتي هي مجموعة من الخلايا العصبية المترابطة في الدماغ التي تتحكم في الحركة وترتبط باتخاذ القرارات واختيار الفعل . وتمثل الخلايا العصبية البينية  سريعة الارتفاع، (fast-spiking interneurons)  فقط حوالي واحد  في المائة من الخلايا العصبية في منطقة الدماغ، ولكن من المعروف أن لها دوراً كبيراً في تنظيم نشاط الدائرة الكهربية.

وكانت الفرضية الرائدة في هذا المجال أن الخلايا العصبية البينية  هذه  تشارك في التحكم  في  الحركة motor، وأن فقدانها قد يكون ذا صلة باضطرابات الحركة.

يقول كريتزر، وهو أيضا أستاذ في علم وظائف الأعضاء والأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "بعد عامين من التجارب تبين لنا العكس، أقنعنا أخيراً أنفسنا  بأن الفرضية كانت خاطئة". "ليس الأمر  في أن الخلايا العصبية البينية  ليست داخلة على الإطلاق، ولكن فقدانها لا يؤدي الى  الأعراض التي كنا نظن أنها تؤدي اليها. كان هذا  مفاجأة كبيرة ".

أوين (يسار) وكريتزر (يمين) قاما  في البداية بتأكيد الفرضية الرائدة في هذا المجال. ولكن النتائج التي توصلوا إليها أدت بهم إلى اختراق علمي أكبر. ( الصورة من المصدر)

بدلاً من ذلك، فقد اكتشفوا أن الخلايا العصبية البيتية  هي أكثر أهمية للتعلم والذاكرة، وربما ترتبط  ارتباطاً وثيقاً بالأمراض النفسية أكثر من اضطرابات الحركة.

ووجد فريق كريتزر أن الخلايا العصبية البينية  تلعب دوراً أساسياً في لدونة الدماغ، وهي قدرة الدماغ على تقوية أو إضعاف الروابط بين الخلايا العصبية. ومن خلال القيام بذلك، يستطيع الدماغ من تخزين المعلومات والذاكرة الإجرائية.

وقال سكوت أوين، باحث في مختبر كريتزر في مركز غلادستون: "بينا أن الخلايا العصبية البينية سريعة الارتفاع  تتصرف كحراس بوابة للدونة الدماغية. فهي "تقيد متى  يمكن ان تحدث  اللدونة الدماغية، وهذا يعني أنها يمكن أن تمنع التغيرات في قوة الاتصال بين الخلايا العصبية. هذا أمر بالغ الأهمية للتعلم والذاكرة، وبشكل أكثر تحديدا، لتمكين العقد العصبية القاعدية أن نتذكر كيف تقوم  بأداء المهام. "

في نهاية المطاف، أوضح الباحثون  كيف أن الخلايا العصبية البينية  تعمل لتحسين كفاءة التعلم الإجرائي ( **تعريف من خارج النص في أخر المقال)

مبدأ جديد بآثار واسعة النطاق
استناداً إلى اكتشافهم، قام كريتزر وفريقه بمراجعة افتراضاتهم حول كيف تعمل الخلايا العصبية البينية  سريعة الارتفاع في أماكن أخرى، مما يشير إلى أن الخلايا العصبية لها اهمية  حاسمة   للتعلم في مناطق أخرى من الدماغ أيضا.

وقال كريتزر: "الآن بعد أن تعرفنا على  مبدأ جديد لكيف تستطيع  الخلايا العصبية البينية التحكم  في اللدونة الدماغية ، فإن دراستنا هي  الخطوة الأولى في فهم أفضل للآليات العاملة في مناطق الدماغ الأخرى أيضا". "نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن تستخدم كدليل إرشادي عام لتحديد كيف  تؤثر  هذه الخلايا العصبية على جميع الدوائر العصبية؛ الطريقة التي تجسد نفسها  من حيث السلوك أو المرض ستكون مختلفة عبر مختلف مناطق الدماغ."

في أجزاء أخرى من الدماغ،   هذه الخلايا العصبية نفسها معروفة ان لها اهمية حاسمة لمعالجة المدخلات الحسية،  كالبصر  أو اللمس،  والإختلال الوظيفي فيها له علاقة  باضطراب ثنائي القطب والفصام. يمكن أن تكون الخلايا العصبية البينية  سريعة  الارتفاع   عاملاً رئيسياً في التحكم  في كفاءة عملية التعلم في تلك النظم أيضا.

المصدر :
 تعريفات 
* الذاكرة الإجرائية هي جزء من الذاكرة طويلة الأجل  المسؤولة عن معرفة كيف  تقوم بعمل  الأشياء، والمعروفة أيضا باسم المهارات الحركية. كما يوحي الاسم، الذاكرة الإجرائية تقوم بتخزين المعلومات عن  كيف تُنفذ إجراءات معينة، كالمشي، والكلام وركوب الدراجة كما ترجمناها من https://www.google.com/amp/s/amp.livescience.com/43595-procedural-memory.html
**التعلم الإجرائي يرجع إلى اكتساب المهارات الحركية والعادات، وأنواع معينة من المهارات المعرفية كما ترجمناها من https://link.springer.com/referenceworkentry/10.1007%2F978-1-4419-1428-6_670)
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق