١٥ فبراير ٢٠١٨
جامعة برشلونة
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٧٤ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: ابحاث النشوء والتطور
Did humans domesticate themselves?
15 February 2018
إن "الإستئناس الذاتي" البشري هو فرضية تنص على أنها من بين القوى الدافعة للتطور البشري، اختار البشر أصحابهم اعتماداً على من كان سلوكه اجتماعياً أكثر . باحثون من فريق من جامعة برشلونة بقيادة سيدريك بويكس، أستاذ ICREA في قسم علم اللغة واللغويات العامة الكاتالوني وعضو في معهد الأنظمة المعقدة في جامعة برشلونة (UBICS)، وجدوا أدلة جينية جديدة على هذه العملية التطورية.
الدراسة، التي نشرت في مجلة العلوم PLOS ONE, قارنت جينومات البشر الحديث بتلك التي من العديد من الأنواع المدجّنة ونوع حيواناتهم الغير مدجنة ، من أجل البحث عن الجينات المتداخلة التي لها ارتباط بصفات التدجين، مثل التواضع أو سيماء الوجه النحيل gracile physiognomy. وأظهرت النتائج وجود عدد هام من الناحية الإحصائية من الجينات المرتبطة بالتدجين المشتركة بين الحيوانات الأليفة والبشر الحديث، ولكن ليس مع مماثيلهم من غير المستأنسين ، كالنياندرتال.
ووفقا للباحثين، فإن هذه النتائج تعزز فرضية الإستئناس الذاتي للإنسان وتساعد على تسليط الضوء على أحد الجوانب الذي جعلنا بشراً، وهي غريزتنا الاجتماعية ".
هناك نوع جديد من الإدلة: جينومات أقارب البشر المنقرضة
الإستئناس الذاتي سيحدث في الأنواع التي تظهر السمات التشريحية والسلوكية التي هي معروفة للحيوانات المحلية بالمقارنة مع أنواعها البرية. ومع ذلك، في هذه الحالات، كان من الممكن أن يحدث الإستئناس دون ان يستأنس أي نوع آخر الآخرين. طرحت عدة دراسات الفرضية التي تقول أن البشر - وغيرهم من الأنواع مثل بونوبوس - استأنسوا أنفسهم. وكان الهدف من هذه الدراسة هو العثور على أدلة بيولوجية على الإستئناس الذاتي من خلال النظر في نوع جديد من البيانات التي أصبحت متاحة: الجينوم من أقاربنا المنقرضين، كالنياندرتال والديسوفانس Denisovans
يقول سيدريك بويكس: "أحد الأسباب التي جعلت العلماء يدّعون أن البشر هم أنفسهم استأنسوا أنفسهم يكمن في سلوكنا: البشر الحديث حسنو العشرة ومتسامحون، مثل الأنواع المدجّنة ، قدراتنا التعاونية والسلوك الإجتماعي ، هي سمات أساسية لإدراكنا الحديث". كما قال سيدريك "السبب الثاني هو أن البشر الحديث، بالمقارنة مع البشر البدائي، يقدمون شكلاً طاهرياً نحيلاً أكثر تشابهاً مع ما شوهد في المُدجّن عند مقارنته مع امثاله من النوع البري".
الاختلافات القحفية الوجهية بين البشر الحديث وبين النتيردال البدائيين (أعلى الصورة) وبين الكلاب والذئاب (أسفل الصورة ). صورة: مجلة بلوس وان
ولتحديد علامات عملية الإستئناس الذاتي في البشر، وضع الباحثون قائمة من الجينات المرتبطة بسمات الإيتئنلس في البشر، من المقارنة مع الجينوم في إنسان النياندرتال والدينيسوفانز، والأنواع البشرية المنقرضة. ثم قارنوا هذه القائمة مع الجينوم من بعض الحيوانات المدجّنة وأقاربها البرية، على سبيل المثال، الكلاب قورنت بالذئاب، والماشية قورنت بالثور الأمريكي.
وأظهرت النتائج أن هذا التداخل كان ذا صلة فقط بين الأنواع المدجّنة والبشر. وقال سيدريك: "إن هذه الجينات المختارة للإنسان المعاصر تحت الاختيار قد تكون أساسية لعملية الإستئناس ذي الصلة، نظراً إلى أن هذه التفاعلات قد توفر بيانات هامة عن الصفات الظاهرية ذات الصلة".
تقاطع بين الإنسان الحديث والأنواع المدجّنة
استخدم الباحثون أيضاً مقاييس إحصائية أخرى، بما في ذلك أنواع سيطرة control ، لإثبات هذه النتائج. وكان هدفهم هو استبعاد حقيقة أن هذه الجينات يمكن أن تتداخل عشوائيا بين البشر والحيوانات المدجّنة عند مقارنتها، لذلك قارنوا الجينومات بين القردة العليا الأخرى. "لقد وجدنا أن الشمپانزي والأورانجوتان والغوريلا لا تظهر تداخلاً كبيراً للجينات تحت الاختيار الإيجابي مع التدجين . ولذلك، يبدو أن هناك تقاطعا "خاصً" بين البشر والأنواع المدجّنة ، ونحن نأخذ ذلك ليكون دليلاً على الإستئناس الذاتي ".
لاحظ الباحثون أنه لا يزال هناك المزيد من العمل التجريبي للقيام به من أجل معرفة الخصائص التشريحية والمعرفية والسلوكية التي ترتبط مع هذه الجينات. "نحن نظن أنها سوف تغطي الخصائص التشريحية والمعرفية والسلوكية التي استخدمها الباحثون لتحفيز فكرة الإستئناس الذاتي. ونحن نعتقد أن التداخل الذي وجدناه يمكن أن يساعدنا على شرح أسلوبنا الخاص للإدراك ولماذا نحن متعاونون بشكل ملفت للنظر، ولكن هذا لا يزال بحتاج ان يجعل على المحك. بمعنىً ما، ما قمنا به هو تضييق مجموعة الجينات لفحصها تجريبيا "، كما اختتم سيدريك بويكس كلامه.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق