الاثنين، 5 فبراير 2018

الدماغ الإبداعي ( الخلاّق) مسلَّك بشكل مختلف

٢٣ يناير ٢٠١٨

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٥٢ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث الذكاء 

The Creative Brain is Wired Differently


مقدمة المترجم
هذا البحث له علاقة ومرجعية بالبحث الذي ترجمناه نشرناه تحت عنوان  : دراسة جديدة تكشف لماذا بعض الناس أكثر إبداعاً من آخرين لروجر بيتي  على هذا الرابط http://adnan-alhajji.blogspot.com/2018/02/blog-post_4.html?m=1

**النص**
ملخص: يبدو ان   التزامن بين شبكة الوضع الافتراضي وشبكة التحكم التنفيذية يلعب دوراً هاما  في الإبداع ( الخلاقيّة)، كما أفاد  باحثوا جامعة هارفارد.

المصدر: هارفارد.

كثيراً ما يقال إن المبدعين يرون العالم بشكل مختلف عما يراه البقية - يجيب باحث من هارفارد   عن السبب.

العلماء الذين يدرسون صور أدمغة  الناس الذين طلب منهم الإتيان بإستخدامات مبتكرة لأشياء مستخدمة  يومياً وجدوا نمطاً معيّناً من التوصيلات التي تساوقت  مع الإجابات الأكثر إبداعاً. وتمكن الباحثون بعد ذلك من استخدام هذا النمط للتنبؤ بمدى استجابات المبدعين الآخرين على أساس توصيلاتهم  في هذه الشبكة. ونشرت الدراسة في ١٥ يناير ٢٠١٨  في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (لهذا البحث  راجع مقدمة المترجم) .


يقول روجر بيتي، وهو طالب ما بعد الدكتوراه في  السايكلوجيا،  والمؤلف الأول للدراسة: "ما يـبين هذا هو أن الدماغ الإبداعي مسلَّك  بشكل مختلف". "الناس الذين هم أكثر إبداعاً يتمكنون وبشكل متزامن من إشراك شبكات الدماغ التي عادة لا تعمل معاً. كما استخدمنا النمذجة التنبؤية لنبين أننا تمكنا من  أن نتنبأ، بقدر من الدقة، كيف كانت أفكار المبدعين (بناءًا على صور الدماغ) والتي تم نشرها بالفعل. "بيتي وزملاؤه قاموا بإعادة تحليل بيانات الدماغ من الدراسات السابقة ووجدوا أنه بقياس قوة التوصيلات  في شبكات أدمغة الناس، قد تمكنوا من  أن يقدروا مدى أصالة  أفكار هؤلاء الناس .

بينما أظهرت البيانات أن مناطق كل الدماغ كانت مشاركة  في الفكر الإبداعي، قال بيتي إن الأدلة تشير إلى ثلاث شبكات فرعية - شبكة الوضع الافتراضي وشبكة تمييز الأهمية (salience )  وشبكة التحكم التنفيذية - التي يبدو أنها تلعب أدواراً رئيسية في الفكر الإبداعي.

وقال إن شبكة الوضع الافتراضي لها دخل  في الذاكرة والمحاكاة الذهنية، وبالتالي فإن النظرية هي أنها تلعب دوراً هاماً في عمليات كسرحان الذهن والخيال، والتفكير التلقائي.

وقال بيتي "من حيث الإبداع، نعتقد أن هذا أمر مهم للعصف الذهني (تبادل الأفكار)". "لكنك لن تعثر دائما على  فكرة هي الأكثر إبداعاً بتلك الطريقة، لأنك قد تنجذب إلى شيء  من الذاكرة غير أصلي، ويحدث ذلك عندما تشتبك  هذه الشبكات الأخرى  ."

وقال إن شبكة "تمييز الأهمية"  (أشرنا الى هذه عربناها حسب فهمنا مِن تعريفها في غير مكان - راجع البحث الذي وضعنا رابطه في النقدمة) تكشف عن معلومات مهمة، في كل  من البيئة أو داخليا. وعندما يتعلق الأمر بالإبداع، يعتقد الباحثون أنه قد تكون هذه الشبكة مسؤولة عن الفرز من بين الأفكار التي تبرز من شبكة الوضع الافتراضي.

وأخيرا، قال بيتي، تعمل شبكة التحكم  التنفيذية لمساعدة الناس على الحفاظ على تركيزهم على الأفكار المفيدة و تجاهل تلك التي ليست  كذلك .

وقال بيتي: "إنه التزامن بين هذه الأنظمة التي تبدو مهمة للإبداع". "الناس الذين يفكرون بمزيد من المرونة ويخرجون بأفكار أكثر إبداعا  هم أكثر قدرة على إشراك هذه الشبكات التي لا تعمل عادة معاً وجعل  هذه الأنظمة عاملة معاً."

لتحديد شبكة الدماغ الداخلة  في الإبداع، وظف بيتي وزملاؤه ما مجموعه ١٦٣ متطوع، واستخدم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)  لمسح أدمغتهم وهم  يحاولون  تصور أفكار إبداعية لأشياء يومية، كطوبة بناء أو سكين أو حبل.

ثم قام الفريق بتدريب "مقيٌمين" لاستعراض ردود المشاركين وتقييم مدى إبداعية أفكارهم.

وقال بيتى "ان الإبداع عادة ما يعرف بأنه القدرة على الإتيان بأفكار جديدة ومفيدة". "ساوقنا ( إيجاد علاقة ) بين قوة التوصيلات في هذه الشبكة عندما  كانوا يفكرون بشكل إبداعي وبين نوعية ردودهم".
النموذج التنبؤي الذي طوره بيتي وزملاؤه

واستناداً إلى نتائج هذا الاختبار، طور بيتي وزملاؤه نموذجاً تنبؤياً واختبروه مقابل  بيانات معلومات تصوير  الدماغ  التي تم جمعها للدراسات السابقة على  الإبداع ( الخلافية).

"لقد استخدمنا البيانات المنشورة بالفعل ... ووجدنا أنه استنادا إلى مدى قوة التوصيلات  في هذه الشبكة، يمكننا أن نخمن بدقة كم سيكون الشخص مبدعاً  في   مهمة"، كما قال بيتي.

وفي نهاية المطاف ، قال بيتي إنه يأمل في أن تبدد الدراسة بعض الأساطير حول الإبداع ومن أين يأتي.

"شيء واحد آمل أن تقوم به هذه الدراسة هو تبديد أسطورة نصف الدماغ   الأيسر مقابل نصف الدماغ الأيمن   من حيث التفكير   الإبداعي". "بل هذا  جهد يقوم به   الدماغ كله".

كما أنه ليس من الواضح أن الإبداع  لا يمكن تعديله بشيء من التدريب. واضاف "الإبداع ليس شيئا إما ان يكون  عندك  أو لا يكون  ". "الإبداع  شيء معقد، نحن فقط لم نحك إلاّ السطح هنا، لذلك هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام  به".

المصدر:

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق