الجمعة، 2 مارس 2018

لا، قد لا تكون مدمناً على تلفونك الذكي ولكنك تستخدمه بشكل مفرط



٢٣ فبراير ٢٠١٨

الكاتب : أندرو كامبل ، محاضر أعلى في السايكلوجيا في جامعة سيدني 

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ٨٣ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث السلوك   


February 23, 2018 

Andrew Campbell
Senior Lecturer in Psychology, University of Sydney


February 23, 2018


غالبا ما يكون مصطلح "الإدمان" متوقفاً على  الوقت الذي نعتقد فيه أن شخصاً ما يقضي وقتاً طويلاً على شيء نعتبره ضارا ً بصحته ورفاهه. من تشييك ( الكلمة مستخدمة عند العامة بكثرة ومعناها هنا  تكرار  مراقبة  الهاتف لمعرفة ما يستلم من مكالمات او رسائل تطبيقات التواصل الاجتماعي )  هواتفنا بشكل متكرر، الى اللعب على  تطبيقات محددة والرسائل النصية، فإن المتهم  الحديث هو استخدام الهاتف الذكي المفرط.

 أكثر من ملياري شخصفي جميع أنحاء العالم يمتلكون هواتف ذكية والمستخدم العادي يشيك هاتفه  ٨٥ مرة في اليوم .
قد يبدو تشييك  تطبيقات الهاتف الذكي بشكل مفرط  كالإدمان، ولكن بالنسبة لمعظم الناس،  انه  السلوك المعزز الذي يمكن كسره دون آثار انسحاب withdrawal effects  حادة  أو طويلة الأمد.

بعد ما  قلت هذا، قد تكون نسبة صغيرة من الناس أكثر عرضة  للإدمان السلوكي  على وظائف الهاتف الذكي كالقمار عبر الإنترنت، والمواد الإباحية، والألعاب ووسائل التواصل  الاجتماعية. من ناحية إكلينيكية ، لا يمكن أن تصبح مدمناً على الجهاز، ولكن يمكنك ان تُنمّي إدمان سلوكي على وظائف الهاتف الذكي.

ما هو الإدمان؟
تصنف منظمة الصحة العالمية WHO الإدمان بأنه الإعتماد على المخدرات، مثل المخدرات  غير المشروعة  أو  التي تصرف بوصفة طبية، أو التبغ أو الكحول. الشخص يكون مدمناً عندما   يعتمد  جسدياً  وسلوكياً  ( تعريف من خارج النص  : بحسب التعريف الوارد في هذه الورقة https://www.google.com/amp/s/www.promises.com/articles/physical-vs-psychological-dependency/amp/ يرجع التى الأعتقاد  بالتأثير على جسم وعقل  المدمن ، ولكن هناك تداخل بين التأثيرين لكنه تأثير  ترادفي ).

في عام ٢٠١٣، طبق الإصدار  الخامس  للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (المعروف باسم "كتاب الطبيب المقدس clinician’s bible") معايير أوسع ل "الإدمان السلوكي"، والتي لا تشمل عنصر الاعتماد المادي. وهذه هي الدوافع  والرغبات  في الانخراط في مهمة أو فعل يؤدي إلى المتعة النفسية.

الإدمان السلوكي، مثل لعب القمار أو الإدمان على الجنس، يمكن أن يسبب ضرراً نفسياً، فضلاً عن مشاكل أوسع في العلاقة  مع الأصدقاء والعائلة والزملاء.

 كل من الإدمان على  "المخدرات " و الإدمان "السلوكي" يؤثران على الطريقة التي نعالج بها المعلومات. بمرور الوقت، يعيد الدماغ تسليك  نفسه للبحث  عن المكافأة التي يحتاجها للحصول على المتعة أو التخفيف  من الإجهاد. وكلما سعى المدمن  للبحث عن مكافأة محددة  تثير كلاً من الدوبامين والتأثيرات  الفسيولوجية الأخرى (كالتخفيف من الإجهاد والألم)، كلما خفض    الدماغ أكثر  من الحساسية لدوائر المكافئة.

حتى الآن، استخدام الهاتف الذكي لم يؤد إلى  اختلال وظيفي عقلي حاد عام . لذلك من غير المرجح أن نكون جميعاً "مدمنين" على هواتفنا الذكية ، كما  نتحدث كثيرا  لبعضنا البعض.

ومع ذلك، كان على  بعض الباحثين ان يستثنوا  إمكانية الإدمان على الهواتف الذكية للأشخاص المعرضين لخطر الإدمان السلوكي. فقد يواجه هؤلاء الأشخاص العديد من التغييرات السلوكية السلبية  بمرور الوقت، كالقلق والتهيج، وكذلك الضائقة الشديدة عندما يتعذر عليهم الوصول إلى هواتفهم الذكية.

وقد أكدت الدراسات الحديثة في سويسرا أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ١٨ عاما معرضون لخطر السلوكيات القهرية أو الشبيهة بالإدمان من استخدامهم الهواتف الذكية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضعف التحكم في الإندفاعية  المرتبطة  بفصهم  الجبهي الذي لا يزال في مرحلة التطور. وهذا يشير إلى أن البالغين الذين يعانون من ضعف في التحكم في  الآندفاعية  و / أو لديهم اضطرابات شخصية قد يكونون أكثر عرضة لإدمان الهاتف الذكي.

المشكلة مع وسائل التواصل  الاجتماعية
التأثير السلوكي لإستخدام وسائل التواصل  الاجتماعية للهواتف الذكية  تمتد من  السلوك الوسواسي (الانخراط في تشبيك   تطبيقات الهاتف الذكي حتى ولو لم تعد توفر جرعة الدوبامين المجزية) إلى الإدمان السلوكي (السعي  للحصول على جرعة دوبامين بشكل قهري  عن طريق المكافأة المقدمة من قبل الهاتف ).

يقضي المستخدم العادي في الولايات المتحدة حوالي خمس ساعات يومياً على أنشطة الهواتف الذكية الوظيفية  كالرسائل النصية، واستخدام وسائل التواصل  الاجتماعية، والبحث على الإنترنت، والمكالمات الهاتفية؛ نصف الوقت ينفق على وسائل التواصل  الاجتماعية (بما في ذلك  الرسائل النصية).

استخدامنا الوظيفي المحدد للهاتف الذكي  هو ما نحن بحاجة للنظر  فيه عن كثب. تكافئ وسائل التواصل  الاجتماعية المستخدمين عبر " الإعجاب - اللايكات" واستخدام الرموز التعبيرية (الإيموجي) والمشاركة الاجتماعية مع جمهور كبير. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتجاوبون مع رسالة ما، كلما اكتسبنا إحساسا بالمتعة بأن الناس يوافقون  على أفكارنا أو اهتماماتنا.

قد تكون مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي، وارسال  الرسائل النصية الى الأصدقاء باستمرار، مصدر قلق أكثر من الجهاز الذي  تُستخدم عليه ، لأن ذلك  يؤدي إلى زيادة جرعة الدوبامين، وبالتالي زيادة المتعة أو تخفيف للتوتر.

الناس مجبولون على السعي  للحصول على التأييد والقبول في البيئات الاجتماعية. قبل ظهور الفيسبوك والإينستاجرام، يسأل  الناس عن بعضهم البعض عبر العديد من الوضعيات  للمشاركة الاجتماعية والقبول المجتمعي. لذلك ليس من المستغرب أنه عندما تكون عندنا  تكنولوجيا لتوسيع علاقاتنا الاجتماعية إلى مجتمعات أوسع -  نقوم  بذلك بدون تردد.

كبالغين،  نعلم أننا لا يمكن أن نندمج في المجتمع او نقوم بنشاط اجتماعي  في كل وقت بسبب مطالب أخرى على وقتنا. ومع ذلك، كشباب، فإن العالم الاجتماعي هو أولويتنا، لأنه يؤثر على تطور هويتنا ونحتاج إلى أن تحصل على قبول مجتمعي  من  خارج أصدقائنا  المجربين والحقيقيين وعوائلنا.

قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الاستخدام المطول لوظائف الهواتف الذكية مثل الوسائط الاجتماعية وخدمات بث الوسائط المتعددة والألعاب والرسائل النصية قد يصدق عليهم مواصفات  "استخدام الإنترنت الإشكالي".

حان الوقت لوضع الهاتف الذكي بعيداً؟

العديد من مستخدمي الهواتف الذكية مهووسون أو مفتونون مع وظائف الهاتف الذكي. ولكن بمرور الوقت، ستصبح أقل  إثارة للآهتمام وأكثر  من  أداة نتعامل  معها  عندما نحتاج إلى ذلك، تماماً كما تكيف المجتمع مع استخدام الكمبيوتر.

في هذه الأثناء، نحن بحاجة إلى تثقيف الشباب حول استخدام الإنترنت الإشكالي ( المسبب للمشاكل)  ومساعدتهم على فهم لماذا استخدام وظائف  هواتفهم الذكية يمكن أن يكون مضيعة للوقت، وفي أسوأ الأحوال، تؤثر سلبا على الصحة  العقلية. ويمكن ابلاغ هذه المعلومات   لهم في مرحلة الطفولة المبكرة وتعزيزها أثناء مراحل النمو.

أما بالنسبة لمستخدمي الهواتف الذكية من البالغين، فإليك بعض النصائح المستندة إلى الأدلة للحد من استخدام الهاتف الذكي:

١- قلل عدد التطبيقات على هاتفك - قدر ما تحتاجه واقعاً وتستخدمه  في معظم الأحيان، وليس فقط لأغراض الإلهاء. كلما قلٌ عدد  الآيكونات icons على الشاشة الرئيسية كلما كان ذلك أفضل.

٢- إيقاف الإخطارات من الإعدادات . ينبغي ان  تكون الإخطارات   فقط لتذكيرك  بأحداث مهمة  تتعلق  بصحتك وإنتاجيتك خلال ساعات العمل.

٣- عند شحن الهاتف ليلاً، لا تفعل ذلك بجانب سريرك. فذلك يغريك  باستخدام   هاتفك الذكي  أول ما تستيقظ من النوم. وبدلا من ذلك، حاول أن تستيقظ  مفكراً فيما ستعمله في اليوم التالي بدلاً في تفكيرك  "فيما  فاتك  من أشياء على  وسائل التواصل  الاجتماعية أو وسائل الإعلام حينما كنت نائما؟"

٤- انتبه عند استخدام  هاتفك خلال النهار، وخصوصا عندما تشعر بالملل - حاول ممارسة الرياضة  الذهنية من  التنفس و الاسترخاء وصفي ذهنك. 

٥- إذا اردت حقا الحد من وقت تشييكك هاتفك الذكي، تأمل عن كثب في استخدام وسائل التواصل  الاجتماعية ، وإذا لزم الأمر، امسح  تطبيقات وسائل التواصل  الاجتماعية من تلفونك .

المصدر :
https://www.google.com/amp/s/theconversation.com/amp/no-youre-probably-not-addicted-to-your-smartphone-but-you-might-use-it-too-much-89853

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق