٢٩ مارس ٢٠١٨
الكاتبة : ياسمين انور
المترجم : ابو طه / عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١٢٩ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: ابحاث التعليم
By Yasmin Anwar,
March 29, 2018
مقدمة المترجم
قد يستفيد من نتائج هذا البحث بعض طلابنا سيما الطلاب الجامعيين الذين في العادة يعطون الخيار في اختيار ساعات حصصهم أن يختاروا أوقاتها بحسب فئات ساعاتهم البايلوجية، بل حتى طلاب بعض المدارس ما دون الجامعة التي تعمل في فترتي الصبح وبعد الظهر، وذلك مما له آثار مباشرة على مدى استيعابهم للدرس وبالتالي على مستوى ادائهم المدرسي.
**النص**
ربما حان الوقت لتعديل جداول دروس الطلاب بحسب ساعاتهم البايولوجية الطبيعية ، وفقا لدراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة نورث إيسترن في إلينوي.
غالبًا ما تتعارض الساعات البيولوجية للطلاب مع جداول فصولهم ، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي. |
قام باحثون بتتبع الملفات الشخصية اليومية للأنشطة على الإنترنت لما يقرب من ١٥ ألف طالب جامعي عند دخولهم إلى خوادم ( الكومبيوتر) الحرم الجامعي. بعد تصنيف الطلاب إلى الفئات التالية: "بوم الليل" و "طيور برقش النهار" و "طيور القبرة الصباحية" - استنادًا إلى أنشطتهم في الأيام التي لم يكونوا فيها في الصفوف الدراسية - قارن الباحثون بين أوقات حصصهم الدراسية ونتائجهم الأكاديمية.
النتائج التي توصلوا إليها والتي نشرت يوم ٢٩ مارس ٢٠١٨ في مجلة ساينس ريبورتس Scientific Reports تبين أن الطلاب الذين لم تتلاءم ساعاتهم البايلوجية اليومية مع جداول دروسهم - مثل بوم الليل من الطلاب الذين يتلقون حصصاً تعليمية في الصباح الباكر - حصلوا على درجات أقل بسبب " الجيت لاغ الاجتماعي social jet lag ( تعب السفر نتيجة فارق التوقيت)" ، وهي حالة تكون فيه أوقات ذروة اليقظة تتعارض مع العمل أو المدرسة أو غيرها من المطالب.
وقال الباحث المشارك في الدراسة بنجامين سمار ، وهو طالب ما بعد الدكتوراة يدرس اضطرابات الساعة البايولوجية في مختبر البرفسور لانس كزيغسفيلد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "لقد وجدنا أن غالبية الطلاب يعانون من الجيت لاغ jet lag بسبب أوقات حصصهم الدراسية ، والتي ترتبط بقوة مع انخفاض الأداء الأكاديمي".
بالإضافة إلى حالات القصور في التعلم ، فقد ربط بين الجيت لاغ jet lag الإجتماعي وبين السمنة وزيادة استخدام الكحوليات والتبغ.
ومن وجهة نظر إيجابية: "تشير أبحاثنا إلى أنه لو استطاع الطالب أن يضع جدولًا زمنيًا ثابتًا بحيث تشبه أيام الصف ( الحصص) الدراسي أيامًا ليس فيها حصص دراسية ، فمن المرجح أن يحقق نجاحًا أكاديميًا" ، كما قال أحد مؤلفي الدراسة المشاركين أرون سشيرمير Aaron Schirmer ، وهو أستاذ مشارك في البايلوجيا من جامعة نورث إيسترن في إلينوي.
ليس فقط طلاب بوم الليل معرضين للمخاطر
في حين يعاني الطلاب من جميع الفئات من الجيت لاغ بسبب زمن الحصص الدراسية ، وجدت الدراسة أن طلاب بوم الليل كانوا ضعفاء بشكل خاص ، حيث ظهر أن العديد منهم يعاني من الجيت لاغ بشكل مزمن بحيث لم يكونوا قادرين على الأداء الأمثل في أي وقت من اليوم.
لكن سمار أضاف أن الأمر ليس بسيطا لأن الطلاب يبقون متأخرين جدا
"لأن [نشاط] طلاب بوم الليل متأخر ، والفصول الدراسية تميل إلى أن تكون مبكرة، عدم التلائم بينهما هذا هو الأقسى على طلاب بوم الليل ، لكننا نرى فئات طلاب طيور القبرة ( الصباحية) وطيور البرقش ( النهارية) تأخذ حصصاً دراسية في وقت متأخر ، وأيضا يعانون من عدم التلائم" ، وقال سمار. "إن الأشخاص المختلفين لديهم بالفعل توقيت متنوع بيولوجيًا ، لذلك ليس هناك حل واحد يناسب الجميع للتعليم".
فيما يُعتقد أنه أكبر مسح على الإطلاق للجيت لاغ الاجتماعي باستخدام بيانات العالم الحقيقي ، حلل سمار وسشيمير نشاط عبر الإنترنت لـ ١٤٨٩٤ طالب من جامعة نورث إيسترن لي إيلينوي أثناء دخولهم وخروجهم إلى/من نظام إدارة التعلم في الحرم الجامعي على مدار عامين.
لفصل فئات بوم الليل من طيور القبرة ( الصباحية) ومن طيور البرقش ( النهارية) ، والحصول على بروفايل يقظة أكثر دقة ، تتبع الباحثون مستويات نشاط الطلاب في الأيام التي لم يحضروا فيها حصصاً دراسية.
الغالبية غير متزامنة مع أوقات الحصص
بعد ذلك ، نظروا في كيف رتب فئات طيور القبرة ( الصباحية) وطيور البرقش (النهارية) وبوم الليل من الطلاب دروسهم خلال أربعة فصول دراسية من عام ٢٠١٤ إلى عام ٢٠١٦ ، ووجدوا أن حوالي ٤٠ في المائة كانوا متزامنين بيولوجياً مع زمن حصصهم الدراسية. ونتيجة لذلك ، كان أداؤهم أفضل في الحصة الدراسية وتمتعوا بمعدلات درجات تراكمية GPA أعلى.
ومع ذلك ، فإن ٥٠ في المائة من الطلاب كانوا يأخذون حصصاً دراسية قبل أن يكونوا في حالة تنبه تام ، وكان ١٠ في المائة منهم قد بلغوا الذروة بالفعل عند بدء وقت حصصهم الدراسية.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن كبار السن يميلون لأن يكونوا نشيطين في وقت مبكر بينما يتحول الشباب إلى دورة نوم واستيقاظ متأخرة أثناء فترة البلوغ. عموما ، يبقى الرجال مستيقظين الى وقت متأخر عن النساء، وتتغير الساعة البايلوجية اليومية مع فصول السنة بحسب النور الطبيعي.
العثور على هذه الأنماط منعكسة في بيانات تسجيل دخول الطلاب الى خوادم الجامعة حث الباحثين على التحقق مما إذا كانت السجلات الرقمية قد تعكس أيضًا الساعة البيولوجية التي تكمن وراء سلوك الأشخاص.
تشير النتائج إلى أنه "بدلاً من أن يُحث الطلاب الذين يسهرون على النوم في وقت مبكر ، في تعارض مع ساعاتهم البايولوجية ، يجب أن نعمل على تصميم التعليم بما يتناسب مع الطالب بحيث يتم تنظيم التعلم والفصول الدراسية للاستفادة من معرفة الوقت الذي سيكون فيه الطالب المعين أكثر قدرة على التعلم "، كما قال سمار.
المصدر:
http://news.berkeley.edu/2018/03/29/social-jetlag/
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق