١٦ مارس ٢٠١٨
المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١٣٠ لسنة ٢٠١٨
التصنيف ابحاث السلوك
Decision-making is shaped by individual differences in the functional brain connectome
تنطلق اهميةً صنع القرار واتخاذه من أهميته الإجتماعية والإدارية
كل يوم يأتي بمجموعة من القرارات التي يتعين عملها ، وكل شخص يقارب هذه القرارات بشكل مختلف. وجدت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة إلينوي أن هذه الاختلافات الفردية مرتبطة بالتباين في شبكات معينة في الدماغ - لا سيما تلك المرتبطة بالعمليات التنفيذية والاجتماعية والإدراكية.
كما قام الباحثون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في حالة الراحة لتقييم الترابطية الوظيفية للدماغ داخل كل مشارك في الدراسة. NeuroscienceNews.com |
قامت مجموعة من الباحثين من معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة في إلينوي ، بقيادة أخصائي علم النفس آرون باربي وباحث ما بعد الدكتوراه تنوير تالوكدار ، Tanveer Talukdar ، بالتحقيق في ما إذا كانت الفروقات الفردية في ترابطية connectivity الدماغ مرتبطة بعملية صنع القرار ، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والفحص الشامل لعملية صنع القرار. . في حين ركزت الدراسات السابقة على عملية صنع القرار على تأثير الجماعة ( group effect) ، أو الطرق التي تتشابه فيها أدمغة كل شخص ، الدراسة الجديدة ركزت على الفروقات الفردية.
"غالبا ما يتخذ الناس مقاربات مختلفة لعملية صنع القرار. وقال باربي إنهم قد يطبقون استراتيجيات مختلفة أو يأخذون في الإعتبار عناصر مختلفة من المشكلة أو يضعون قيمة value للخيارات بشكل مختلف. "
يشير بحثنا الى أن الفروقات العصبية الحيوية neurobiological تبدو مهمة عند اعتبار مدى قابلية الشخص للتحيز في الرأي ومعرفة جدارته competence ( تعريف من خارج النص: هي القدرة على عمل شيء بنحاح أو بكفاءة ) في عملية صنع القرار ".
وقال الباحثون إن الدراسة التي نشرت في دورية "Human Brain Mapping" هي واحدة من أكبر التجارب وأكثرها شمولا للفروقات الفردية في عملية صنع القرار التي أجريت حتى الآن ، حيث شارك فيها ٣٠٤ من البالغين الأصحاء.
أُجري على المشاركين في الدراسة فحص جدارة competence صنع القرار لدى البالغين ، وهي أداة تقييم سايكلوجية شاملة تقيس ستة جوانب ثابتة في صنع القرار - على سبيل المثال ، "مقاومة التأطير" و "تصور المخاطر ( تعريف من خارج النص: هو الرأي الشخصي عن خصائص المخاطر وشدتها . وتستخدم هذه العبارة بشكل عام في الإشارة إلى الأخطار الطبيعية والتهديدات - مثل الطاقة النووية - التي تتعرض لها البيئة أو الصحة) ".
"عندما نقوم بصنع القرارات اليومية ، قد نكون عرضة لأنواع محددة من الأخطاء والتحيزات في الرأي. ويتيح لنا فحص "جدارة competence اتخاذ القرار لدى البالغين" وصف مدى قابلية الناس لأنواع محددة من التحيزات التي دُرست في الأدبيات العلمية عن رأي الناس واتخاذ القرارات. "يُعتقد أن الشخص جدير competent بإتخاذ القرار إلى الحد الذي يجعله قادراً على مقاومة هذه التحيزات واتخاذ قرارات دقيقة."
كما قام الباحثون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في حالة الراحة لتقييم الترابطية connectivity الوظيفية للدماغ داخل كل مشارك في الدراسة. لم يركزوا فقط على المناطق الفردية ، ولكنهم قيّموا كامل شبكة الدماغ العصبية connectome الوظيفية - والتي تمثل كيف ترتبط كل منطقة وظيفية بكل منطقة أخرى في الدماغ.
وقال تالوكدار: "أجرينا تحليلاً للدماغ بكامله ، ودرسنا الروابط بين جميع المناطق". "لقد فحصنا شبكة الدماغ العصبية connectome لكل فرد ثم فحصنا كيف اختلفت شبكة الدماغ العصبية connectome لكل فرد عن كل فرد آخر في العينة."
بعد ذلك ، حلل الباحثون كيف كانت الفروقات الفردية التي رأوها في الدماغ مرتبطة بالأداء في فحص جدارة competence اتخاذ القرار للكبار. .
ووجد الباحثون أن الترابطية connectivity الوظيفية داخل مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالفروقات الفردية في اتخاذ القرار. كما كان متوقعاً ، فالمناطق الدماغية داخل الفص الجبهي لها دخل في العملية ، والتي من المعروف أنها تدعم الوظائف التنفيذية كالإستدلال المنطقي reasoning وحل المشاكل . وبالإضافة إلى ذلك، المناطق داخل الفص الصدغي والفصوص الجدارية ، والتي تدعم الذاكرة والانتباه ، وكذلك هياكل الدماغ داخل الفص القذالي ، والتي تعالج المعلومات البصرية والمكانية ، كانت داخلة في العملية.
ثم أجرى الباحثون تحليلاً لتوضيح دور هذه المناطق من خلال فحص مساهماتها في الشبكات الاتصالية الأساسية المحددة.
"تشير الأبحاث إلى أن الدماغ منظم وظيفياً وفقًا للشبكات الترابطية connectivity الأساسية ، والتي تُعرف أنها تلعب دورًا مركزيًا في جوانب محددة من الذكاء. على سبيل المثال ، تقوم الشبكة الجبهِية-الجدارية بتنظيم الوظائف التنفيذية ، وتدعم شبكة الاهتمام البطناني ، والشبكة الحوفية التي تكمن وراء المعالجة العاطفية والاجتماعية.
وجد الباحثون أن الفروقات الفردية في اتصالية الدماغ الوظيفية تعكس الاختلافات في كيف تعمل بعض الشبكات الاتصالية الأساسية. على سبيل المثال ، مقياس "مقاومة التأطير resistance to framing" الذي يقيّم ما إذا كانت خيارات الأفراد عرضة للتغيرات غير ذات الصلة في وصف المشكلة ، مرتبطًا بشبكة الانتباه البطنانية ventral attention networ. افترض الباحثون أن هذه الشبكة توجه الانتباه إلى الجوانب الأساسية للمشكلة ، والتي تعمل على تخفيف تحيز التأطير.
وتدرس مجموعة باربي كذلك كيف تتشكل الفروق الفردية في اتصالية الدماغ الوظيفية عن طريق التعلم والخبرة. وتحقق دراستهم التالية فيما إذا كان من الممكن تحسين جدارة competence اتخاذ القرار من خلال تدخلات محددة - تتراوح بين التدريب المعرفي ، وتحفيز الدماغ غير الباضع ، وتمارين اللياقة البدنية والتغذية - لاستهداف شبكات الدماغ التي تم تحديدها في الدراسة الحالية.
وقال تالوكدار: "من المعروف أن جدارة competence اتخاذ القرار تتأثر بعوامل نمط الحياة ، كالمشاركة الاجتماعية والغذاء والنشاط البدني". "يمكننا الآن تصميم تدخلات تأخذ في الاعتبار ترابطية الدماغ الوظيفية للفرد والنواحي التي يختلف فيها الناس في مقاربتهم في اتخاذ القرارات."
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق