السبت، 13 أكتوبر 2018

ما تريده مقابل كيف تحصل عليه : دراسة اقتصادية-عصببة ( neuroconomics) جديدة


٢١ أكتوبر ٢٠١١

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي


المقالة رقم ٣٢٨ لينة ٢٠١٨


التصنيف : ابحاث سلوك  



October 21, 2011




دراسة جديدة  تكشف عن كيف نتخذ القرارات. الطيور في اختيارها الشجيرات او المستثمرون في الاسهم يواجهون نفس التحديات الاساسية لإتخاذ قرارات مثلى في بيئة تمتاز باختلاف تكاليفها وفوائدها

. دراسة neuroeconomics  من معهد ومستشفى مونتريال  العصبي، و جامعة ميغيل ،للأعصاب  اظهرت أن الدماغ يستخدم منطقتين منفصلتين ويقوم بعمليتين متميزتين  في تقييم "المحفزات " " الأشياء " (على سبيل المثال ، شجيرات بيري) ، في مقابل تقييم"الأفعال" اللازمة للحصول على الخيار المطلوب (على سبيل المثال مسارات الطيران إلى شجيرات بيري). إن النتائج التي نشرت في العدد الأخير (اكتوبر ٢٠١١) من مجلة نيروساينس ومولتها المعاهد الكندية للبحوث الصحية ، أمر حيوي ليس فقط لتحسين معرفة وظيفة الدماغ ، ولكن أيضا لمعالجة وفهم آثار تضرر الفص الجبهي ، والتي يمكن أن تكون سمة مشتركة بين الحالات العصبية والتي تتراوح بين السكتة الدماغية إلى إصابات في الدماغ إلى الخرف.

إتخاذ القرارات و تحديد الخيار الأكثر قيمة عادة عن طريق اتخاذ إجراء يتطلب مقارنة بين القيم، ولكن كان هناك نقاش حول كيفية حدوث هذه المقارنة في الدماغ : هل القيمة ترتبط بالشئ نفسه ، أو بالفعل (بالإجراء) المطلوب للحصول على هذا الشئ، 

هل الخيارات تتخذ بين الأشياء التي نريدها او ،بين الإجراءات التي نتخذها؟ النموذج السائد في اتخاذ القرار يقترح ان  مقارنات القيمة تحدث في تتابع ، بدافع من معلومات القيم التي تؤثر على  الأفعال (جهاز الجسم الحركي). "وهكذا ، في هذه الدراسة أردنا أن نفهم كيفية عمل الدماغ  في استخدم معلومات القيم لاتخاذ القرارات بين الأفعال المختلفة ، وبين الأشياء المختلفة" ،  الدراسة  قادتها الدكتورة المحققة ليزلي فيلوز وهي  باحثة أعصاب  في معهد  The Neur

والمدهش والجديد في هذه النتائج في الحقيقة ان  آليتي الخيار هاتين  غير مرتبطتين ببعضهما.   هناك عمليات متميزة في الدماغ حيث  معلومات القيمة هي التي توجه القرار حسب ما اذا كان الخيار بين الاشياء او بين الأفعال

الدكتورة فيلوز غالبا ما تفحص المرضى  الذين يعانون من تضرر في الفص الجبهي ، حيث توجد مناطق اتخاذ القرار في الدماغ. "هذه النتائج تعطي نظرة ثاقبة لما يحدث في ادمغة المرضى، ويمكن أن تؤدي إلى علاجات جديدة وطرق جديدة للعناية بهم وإدارة  اعراضهم".

وقالت فيلوز: "على الرغم من انتشار  عملية اتخاذ القرار (في الطبيعة) وأهميتها ، فقد كان لدينا حتى الآن فهم محدود لأساسها في الدماغ". لقد درس علماء النفس ، والاقتصاديون ، وعلماء البيئة عملية اتخاذ القرار لعقود من الزمن ، إلا أنه لم يكن إلا مؤخرًا  حيث اصبح موضع اهتمام  لعلماء الأعصاب ، وبالنسبة للأطباء ، فإن هذا الإهمال (الإغفال) النسبي أمر مثير للدهشة ؛ فقد حدد علماء الأعصاب والأطباء النفسيون منذ فترة طويلة سوء التقدير باعتباره سمة أساسية لحالات تتراوح بين الخرف إلى إدمان المخدرات ".  القرارات السيئة التي يتخذها هؤلاء المرضى يمكن أن تؤدي إلى كارثة يواجهها المجتمع والجهاز القانوني ، وهي مصدر مهم للاضطراب والإعاقة للمرضى وعائلاتهم. 

"يمثل هذا المجال من الدراسة نقلة نوعية في نظرتنا إلى اضطرابات الفص الجبهي. لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن المرضى الذين يعانون من تضرر في الفص الأمامي يواجهون صعوبة في التنظيم والتخطيط للوصول إلى الأهداف ولكن بهذا البحث الجديد ، نرى الآن أن  إصابة الفص الأمامي تجعل من الصعب على المرضى اختيار هدفهم المفضل في البداية ، أوتتبع ما يريدون تتبعه ، وهذا قد يفسر الاختيارات غير المنتظمة أو المندفعة أو غير اللائقة التي يقومون بها في بعض الأحيان."

بخثت الدراسة قيمة الفعل  action-value  وقيمة الدافع (الإثارة) stimulus-value التعلم  في المرضى الذين يعانون من تضرر في الفص الجبهي. وقالت الدكتورة فيلوز: "إن فحص منطقة  من الدماغ يوفر دليلاً قوياً على وجه الخصوص لإثبات ما إذا كانت هذه المنطقة ضرورية لوظيفة معينة".. في الأشخاص الذين يعانون من تضرر في القشرة الجبهِية الحجابية ، تعطلت قدرتها في الحفاظ على الإختيار الصحيح للحافز (للمثير)  ولكنها اختارت بشكل طبيعي بين الأفعال المختلفة

من ناحية أخرى ،  الأشخاص الذين يعانون من أضرار في منطقة الفص الأمامي المنفصل والمعروف باسم القشرة الحزامية الأمامية الظهرية (dACC) لهم  عجز معاكس. إذ لم يكونوا جيدين  في الاختيار بين شيئين بقيم مختلفة ، ولكن يمكن أن يختاروا بين الأشياء كما يختار الذين ليس عندهم إصابة في الدماغ. تشير هذه النتائج إلى أن القشرة الجبهِية  الحجاجية تلعب دورًا مهمًا في ربط المثيرات بقيمها النسبية الموضوعية ، وتلعب القشرة الحزامية الأمامية الظهرية دورًا مماثلاً في اختيار فعل  اعتماداً على القيمة. يبدو أن الدماغ يمتلك على الأقل جزئياً أنظمة منفصلة من أجل اتخاذ قرار  بين الأفعال والأشياء.

بصفتي طبيبة ، مرضاي هم مصدر المعلومات  للبحث الذي أقوم به ، وكباحثة ، يعلمني بحثي طرقاً لعلاج المرضى وإدارتهم بشكل أفضل ، بالإضافة إلى اكتساب رؤى جديدة عن وظائف الدماغ." تظهر الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بإصابات الفص الأمامي التي تتبع المسارات العصبية لعملية اتخاذ القرار ، أنه يمكن تطبيق أدوات علم الأعصاب المعرفي لفهم هذا السلوك المعقد ، وتقديم وجهات نظر جديدة عن الأمراض التي تتميز بخلل وظيفي في الفص الأمامي.


المصدر :
https://www.mcgill.ca/channels/news/what-you-want-versus-how-you-get-it-211083


للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق