٢٦ اغسطس ٢٠١٥
المترجم : أبو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٤٩ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: أبحاث الحواس
August 26, 2015
مقدمة المترجم
في أحد الأيام رأيت شاباً يمشي ماسكاً بكتف ابيه بيد ومتأبطاً كتاباً مقاس صفحاته كبيرة على غير المعتاد باليد الاخرى ، ودققت النظر في ذلك الولد متعجباً حيث لا يبدو من شكل ومظهر عينيه انه فاقد للبصر. حملني الفضول الى سؤال والده بعدما تحققت ان الكتاب كان قرآناً مكتوباً بطريقة برايل حيث قال لي ان الولد مصاب في جهازه البصري منذ الولادة
أقول صحيح ان عدم القدرة على الابصار مشكلة في حد ذاتها لكنها يمكن التعايش معها حيث نرى كثيراً من فاقدي البصر يتعايش مع الإعاقة لكن المشكلة الاكبر هي عدم القدرة على تصور الأشياء عقلياً ولعل من اهم مصاديق عدم القدرة على التصور هو تصور الجسم من ثلاثة ابعاد من صورته ذات البعدين سيما للجراحين اللذين يعتمدون على التصوير التلفزيوني ذات البعدين لعضو داخل الجسم عند اجراء عمليات من خلال المنظار. لكن المصيبة العظمى تكمن في عدم القدرة حتى على التخيل التصوري العقلي ( مثلاً عدم القدرة على تصور وجه الام او الأب ) ويعتقد ان من يصاب بهذا المرض العصبي ( الفانتازيا) يبلغ ٢،٥ ٪ من سكان الارض و هذا هو موضوع البحث المترجم
نعم الله على الانسان لا يعرفها تمام المعرفة الا من فقدها - نسأل الله العافية
وجدير بالذكر ان كلمة فانتازيا تترد كثيرا في الادب المعاصر وهي القدرة على الخيال الأدبي والعلمي بل تترد كثيراً في تخيل أشياء مجردة كفانتازيا (phantasia) الحب
**المرضوع**
لو كان مفهوم عد الأغنام مفهوماً مجرداً، أو لو كنت غير قادر على تصور وجوه الأحباء فمن المحتمل أن تكون مصاباً بالفانتازيا - وهي حالة عرّفت حديثا لوصف الأشخاص الذين يولدون بدون "عين العقل". ( وعبارة عين العقل كما وردت في الوكوبيديا هي قدرة الإنسان على التصور، بمعنى ممارسة التخيل التصوري العقلي؛ وبعبارة أخرى قدرة المرء على رؤية الأشياء بواسطة العقل ) .
بعض الناس تحدثوا عن التأثير الكبير على حياتهم من عدم القدرة على تصور ذكريات شركاء حياتهم، أو أقاربهم الكلذين ماتوا. وقال آخرون أن الكتابة الوصفية لا تعني لهم شيئاً، والمهن كالهندسة المعمارية أو التصميم هي وظائف مغلقة بالنسبة لهم، لأنهم ليسوا قادرين على تصور المنتج النهائي.
طبيب الأعصاب الادراكي البرفسور آدم زيمان، من جامعة إكستر الطبية قام بإعادة النظر في مفهوم ان بعض الناس ليسوا قادرين على التصور، والذي كان أول من تعرف عليه هو السير فرانسيس غالتون في عام ١٨٨٠ وأشار مسح اجري في القرن العشرين ان حوالي 2.5٪ من سكان الارض قد يكون مصاباً به - ولكن و حتى الآن، ظلت هذه الظاهرة غير مستكشفة إلى حد كبير.
التخيل هو نتيجة النشاط في شبكة مناطق وزعت على نطاق واسع في جميع أنحاء الدماغ تعمل معاً لتمكننا من احداث صور مستندة على تذكرنا لكيف كانت تبدو الأمور. وتشمل هذه المناطق مناطق في الفص الجبهي والجداري ، التي 'تنظم' عملية التصور، مع مناطق في الفص الصدغي والقذالي، التي تمثل العناصر التي نود أن نخرجها إلى عبن العقل والذي تعطي التصور احساسه 'البصري' . عدم القدرة على التصور يمكن أن تنجم عن تغيير في وظيفة ما في عدة نقاط في هذه الشبكة. ولقد وصفت هذه المشكلة مسبقا بعد تلف كبير اصاب الدماغ وفي سياق اضطراب المزاج. وفي الوقت الحاضر يقوم البرفسور زيمان وفريقه بإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة المزيد حول لماذا بعض الناس يولدون بضعف أو تقلص في القدرة على التصور المرئي.
المصدر:
http://www.exeter.ac.uk/news/featurednews/title_467790_en.html
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق