١٤ اغسطس ٢٠١٤
المتوجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ٣٩٣ لسنة ٢٠١٩
التصنيف : أبحاث التعلم
14 August 2014
حقائق سريعة:
• لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الناس يتعلمون مهمة حركية بشكل أسرع في المرة الثانية أو الثالثة ، لكنهم لا يعرفون السبب.
• تظهر دراسة جديدة أن السبب ليس فقط الذكريات المناطة بالمهمة نفسها ، ولكن أيضًا الأخطاء المرتكبة أثناء تعلم القيام بهذه المهمة
باستخدام مجموعة من التجارب التي تبدو بسيطة ، باحثون من جامعة جونز هوبكنز عرفوا لماذا يتعلم الناس وظيفة مماثلة أو مشابهة بشكل أسرع في المرة الثانية والثالثة وما بعدها . السبب: هو انهم مُدعمون ليس فقط لأنهم تذكروا كيف أدوا هذه المهمات (١) ولكن لأنهم أيضا تذكروا أخطاءهم التي ارتكبوها أول مرة (٢).
"لتعلم مهمة حركية جديدة، يبدو أن هناك عمليتين متزامنتين"، كما يقول الدكتور رضا شادمهر البرفسور في قسم الهندسة الطبية الحيوية في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز (٣) . "إحداها هي تعلم الأوامر الحركية في المهمة، والأخرى هي نقد التعلم بالطريقة التي يتصرف بها المدرب" إلى حد كبير. تعلُم المهمة المماثلة التالية تصبح أسرع لأن المدرب يعرف الأخطاء الأكثر جدارة بالاهتمام. في الواقع، العملية الثانية هذه تساعد على تذكر الأخطاء التي وقعت اثناء التدريب (أثناء المهمة الأولى) وبالتالي فإن تكرار التعلم من هذه الأخطاء يسرع من عملية التعلم ".
شادمهر يقول الباحثون الذين يدرسون التحكم الحركي - وهو كيف يقوم الدماغ بتسيير حركة الجسم - يعرفون منذ وقت طويل أنه اذا قام الناس بأداء مهمة ما، مثل فتحهم الباب، فإن أدمغتهم تلاحظ الفروق الصغيرة بين كيف توقعوا كيف يتحرك الباب وبين كيف يتحرك الباب بالفعل، ويستخدمون هذه المعلومات للقيام بنفس المهمة في المرات القادمة حيث تكون المهمة أكثر سلاسة . وتسمى هذه الفروق الصغيرة علمياً "بالأخطاء التنبؤية prediction errors "(٤). وعملية التعلم من هذه الفروق تحدث لاإرادياً (في اللاوعي).
هذا الاكتشاف المفاجئ في هذه الدراسة والذي نشر في مجلة ساينس اكسبريس يوم ١٤ اغسطس ٢٠١٤، يكشف أن الأخطاء ليس فقط تدرب الدماغ على أداء هذه المهام بشكل أفضل ولكن أيضا تعلمه كيف يتعلم بشكل أسرع منها و حتى عندما يواجه هذه الأخطاء في مهام مختلفة تماماً. بهذه الطريقة ، يمكن للدماغ التعميم من مهمة إلى أخرى عن طريق تذكر الأخطاء.
لدراسة الأخطاء والتعلم ، وضع فريق شادمهر متطوعين أمام عصا تحكم، جويستيك (joystick) التي كانت تحت الشاشة. لم يستطع المتطوعون رؤية عصا التحكم ، ولكنها مُثّلت كنقطة زرقاء على الشاشة . والهدف مُِثّل بنقطة حمراء ، وكلما قام المتطوعون بتحريك عصا التحكم نحوها ،بُِرمجت النقطة الزرقاء لتتحرك قليلاً بعيدةً عن النقطة المتوقعة (التي أرادوا استهدافها)، مما أدى إلى حدوث خطأ. بعد ذلك ، قام المشاركون بتعديل حركتهم لجبر (تعويض) تحرك النقطة عن مكانها المتوقع ، وبعد بضع محاولات أخرى ، قاموا بتوجيه عصا التحكم بسلاسة إلى هدفها.
في الدراسة ، حركة النقطة الزرقاء أُستديرت إلى اليسار أو اليمين كثيراً أو قليلاً حتى أصبحت تماماً بمقدار ٣٠ درجة من حركة عصا التحكم. وجد فريق البحث أن المتطوعين استجابوا بسرعة أكبر للأخطاء الصغيرة التي دفعتهم باستمرار في أحد الإتجاهات وأقل إلى الأخطاء الكبيرة وتلك التي وقعت في الاتجاه المعاكس للتغذية المرتجعة الأخرى. يقول ديفيد هيرزفلد ، الذي كان حينئذ طالب دراسات عليا في مختبر شادمهر الذي قاد الدراسة: "لقد تعلم المتطوعون إعطاء الأخطاء المتكررة وزناً (تأثيراً) أكبر كقرائن على التعلم، في حين لم يعتبروا تلك التي بدت وكأنها ضربة حظ".
أعطت النتائج أيضًا البرفسور شادمهر أفقاً جديداً لهوايته في لعب كرة التنس التي يمارسها بعد العمل انتهاء الدوام) . يقول: "أكون أفضل في الدقائق الخمس الثانية من لعب كرة التنس مني في الدقائق الخمس الأولى ، وكنت أفترض دائمًا أن هذا يرجع الى إحماء عضلاتي ". "لكنني الآن أتساءل عما إذا كانت عملية الاحماء هذه هي بالفعل فرصة لأدمغتنا لإعادة التعلم مِن الخطأ".
"تمثل هذه الدراسة خطوة هامة نحو معرفة كيف نتعلم المهارات الحركية" بحسب الدكتور دوفين تشن مدير برنامج في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية. "النتائج قد تحسن من استراتيجيات إعادة التأهيل الحركي للكثيرين من الذين يعانون من السكتات الدماغية وإصابات عصبية أخرى."
يقول الدكتور شادمهر "الخطوة التالية في البحث ستكون في معرفة ما هو الجزء من الدماغ المسؤول عن وظيفة "المدرب" ويقوم بوظيفة تعيين عامل التأثير (الوزن) لأنواع الأخطأ المختلفة.“
مصادر من داخل وخارج النص
المصدر الرئيس
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق