لأبحاث تبين أننا قد نكون أكثر إبداعاً بإختيارنا أحسن الأفكار الأولية
١٠ ديسمبر ٢٠١٩
بقلم دايلان والش
المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١ لسنة ٢٠٢٠
التصنيف : أبحاث الإبداع
Research shows we can be more creative by selecting better initial ideas.
December 10, 2019
by Dylan Walsh
يقال إن النحات والشاعر الإيطالي ميكيلانجيلو بوناروتي (١) قال إن مهمة كل نحات هي اكتشاف التمثال الموجود داخل الحجر ، ثم العمل حوله ليخرجه الى العيان.
ولكن بالنسبة لأولئك منا الذين يفتقرون إلى مثل هذه الرؤية الإبداعية التي تتطلب عناية فائقة ، كيف نعرف الإزميل المناسب من غير المناسب ، والفكرة الجيدة من السيئة؟ يقول جاستن بيرغ ، أستاذ مساعد في كلية للدراسات العليا في إدارة الأعمال التابعة لجامعة استانفورد الذي يجري أبحاثاً في الإبداع والابتكار: "تقييم الإبداع أمر صعب". "تشير الكثير من الأبحاث إلى أن الناس ليسوا جيدين في ذلك ، وأن هناك عددًا من التحيزات والتحديات التي تعترض طريقهم."
في ورقة بحثية (٢) نُشرت مؤخرًا في مجلة السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار لدى البشر -
Organizational Behavior and Human Decision Processes حقق بيرغ في جزء غير مدروس بشكل كافٍ نسبياً من العملية الإبداعية: المرحلة المبكرة جدًا ، عندما تّولّد أفكار عامة أولاً. هذه، كما لاحظ بيرغ، تحدُث عندما يعمد الناس إلى عصف الأفكار في أذهانهم أو يرسمونها في الخفاء (بينهم وبين أنفسهم)؛ العديد من هذه الأفكار لا تُشارك مع الآخرين (لا يطلع عليها الآخرون). ولكن لو كنت تعمل في وظيفة تنطوي على إبداع ، فإن هذه الخيارات المبكرة عن أي فكرة أولية ينبغي متابعتها (السعي لتحقيقها) يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إبداعك. استثمار وقتك على الفكرة الصحيحة يمكن أن يؤدي إلى انفراج/ اختراق.
ولذلك ما مدى قدرة الناس على معرفة ما إذا كانت الفكرة الأولية تستحق الوقت والطاقة؟ ليست بالجيدة جدًا ، كما يبدو ، لكن ليست بالفظيعة ، مما يفتح الطريق لتحسينها.
حدسك صحيح جزئيا
أجرى بيرغ خمس تجارب تصدى فيها المشاركون في التجربة لمشاريع إبداعية ، مثل تصميم آلة مبتكرة من معدات اللياقة البدنية أو آلية لمنع الناس من النوم في السيارات ذاتية القيادة. لقد اختبر بيرغ مدى قدرة الناس على تقييم الإبداعية المُحتملة لأفكارهم . الإعداد العام للتجربة طلب من المشاركين الخروج بثلاثة حلول أولية لهذا التحدي ثم ترتيبها من أكثرها إلى أقلها من حيث كونها واعدةً (يرجى خيرها) بعد ذلك ، أمضوا وقتًا في إضافة تفاصيل لإحدى هذه الأفكار الثلاثة ووضع اللمسات الأخيرة عليها. ثم طلب بيرغ من عينة منفصلة من الخبراء والمستهلكين تقييم إبداعية أفكار المشاركين..
قد لا تكون الفكرة الواقعية الأولى ابتكارية كالفكرة المجردة الثانية ، كما تظهر الأبحاث الجديدة. (النصدر:ايلينا جوكوفا)
|
وجد بيرغ أنه عندما يقضي المشاركون في التجربة وقتًا قصيرًا في تطوير أفكارهم ، فإن تصنيفاتهم المتوقعة (لمدى آبداعية أفكارههم) بقيت صحيحة. ومع ذلك ، عندما قضوا وقتًا أطول في اضافة تفاصيل على أفكارهم ، فإن الفكرة التي اعتقدوا أنها كانت الثانية من ناحية أفضل الإبداعات في قائمة التصنيفات انتهت في الواقع لتكون الأعلى من الناحية الإبداعية. لقد كانت كديناميكية السلحفاة والأرنب: فكرتهم الثانية من حيث التفضيل كانت السلحفاة ، بدأت متخلفة ولكنها انتهت لتكون الأكثر إبداعًا ، في حين كانت فكرتهم المفضلة هي الأرنب ، حيث بدأت أكثر إبداعًا ولكنها خسرت أمام السلحفاة (الفكرة الثانية) على المدى الطويل.
هذا النمط استمر بإنتظام بارز. يقول بيرغ: " أفكار الناس الأولية الأعلى من حيث كونها واعدةً كانت تصنف في المرتبة الثانية باستمرار". "الناس ليسوا سيئين جداً في التعرف على فكرتهم الأولية الأفضل ، وهم ليسوا سيئيين جداً بطريقة غير عشوائية ، مما يعني أنه يمكنهم أن يتحسنوا فيها".
اعتني بالمجردات
كما طُلب من المفكرين المستقلين الحكم على مدى تجرد كل فكرة. وجد بيرغ أن الأفكار التي صُنفت في المرتبة الثانية في البداية من حيث الإبداع كانت أيضًا أكثر تجرداً من الأفكار التي احتلت المرتبة الأولى.
وقل جستن بيرغ: "الناس يعطون قيمة كبيرة جدا للمحسوسية (الأفكار الملموسة) بينما لا يعطون التجرد ( الأفكار غير المحسوسة) إلاّ قليلاً من القيمة
في أفكارهم الأولية".
وقال إن الفكرة الملموسة هي بالضرورة أكثر تطوراً /نضوجاً، وبالتالي فإنها جاهزة لتعطي أكلها الإبداعي بسهولة أكبر. وفي الوقت نفسه ، قد يكون من الصعب رؤية الأفكار المجردة كأفكار واعدة. "من المحتمل ألا تبدو الأفكار المجردة الأولية إبداعية للغاية في البداية - قد لا يكون هناك ما يكفي من المواد لمعرفة أصالتها وفائدتها المحتملة. تجرد هذه الأفكار حاجز يمنع الناس من اكتشاف إمكاناتها".
اختبر بيرغ هذه النظرية بوضع الناس في حالات ذهنية أكثر تجرداً أثناء تقييمهم لأفكارهم الأولية. لقد جعلوهم يسألون "لماذا هذه فكرة جيدة؟" مقابل سؤالهم عن "كيف تكون هذه فكرة جيدة؟" ثم يقدمون إجابات. استندت هذه المقاربة إلى بحث سابق أظهر أن التركيز على لماذا (مقابل كيف) يُشجع على التفكير المجرد. هذا التحول البسيط إلى عقلية/ذهنية أكثر تجرداً ساعد الناس على تحديد أفكارهم الأفضل من ناحية كونها واعدة من البداية.
إذا كنت مضغوطاً من ناحية الوقت، خذ وقتك
يقول بيرغ إن هناك حدودًا واضحة لدراسته: طُلب من المشاركين التوصل إلى ثلاثة أو أربعة أفكار. ماذا عن لو كان لدى شخص ما خمسة أو عشرة أو عشرون [من الأفكار]؟ يقول: "عندما يكون لديك الكثير من الأفكار الأولية ، قد لا تكون فكرتك الأفضل من ناحية كونها واعدة هي الفكرة الثانية المفضلة لديك". "ولكن ، قد تكون في مكان ما في النصف العلوي من تصنيفاتك (ترتيباتك للأفكار من حيث واعديتعا بحيث تبدأ من الأفضل من ناحية كونهاواعدةً) التي تنبأت بها ، تحت الفكرة التي تحتل المرتبة الأولى [الأفضل من حيث كونها واعدة] ولكن أعلى من الأفكار التي تعتقد أنها الأسوأ من ناحية كونها واعدة]". يقول بيرغ: الميل إلى رفض فكرة لظهورها الواضح أو المجرد بشكل مفرط يجب كبحه في المراحل المبكرة من تطوير/ توليد الفكرة: "فمن المحتمل أننا سنقتل الكثير من أفضل أفكارنا في وقت مبكر من العملية الإبداعية دون معرفة ذلك."
قدم بيرغ هذه النصائح البسيطة التالية عند تطوير أفكار جديدة:
أولاً ، إذا كنت تحت ضغط الوقت ، فقد يكون من المنطقي اختيار الأفكار الأولية الأكثر محسوسية concrete، حيث ستصل تلك الأفكار إلى إمكاناتها بأسرع ما يمكن. ولكن إذا كان لديك متسع من الوقت ، اقضه على عملية التفكير (توليد الأفكار وتطويرها وتبليغها، المزيد من التعريف في ٣) المبكر ، وتساءل عن لماذا قد تكون الأفكار واعدة قبل اختيار أي منها ينبغي السعي على متابعته
وإذا سمح الوقت والموارد ، قم بتطوير فكرتين بدلاً من فكرة واحدة حتى تصل الى حالة نضوجهما: اختر رهانًا خال من الخطورة ورهاناً فيه خطورة ، ولكن قم بتطوير الرهان الأكثر خطورة حتى لا تبقى مرتكزاً (مراوحاً) على الرهان الخالي من الخطورة.
أخيرًا ، إذا أردت أن تقامر بفكرة أكثر تجرداً ، فلا تشارك بها أحدا ( حافظ على سريتها) حتى تصبح واقعاً ملموساً بشكل أكثر. "فقد تتعرف على إمكانات فكرة قبل أن يتمكن الآخرون من رؤيتها" ، كما يبين بيرغ. "إذا كنت بحاجة إلى أن تحصل على دعم فكرة ، فقد تكون مشاركتها (مع آخرين) في وقت متأخر أفضل من المشاركة بها في وقت مبكر جدًا."
مصادر من داخل وخارج النص
١-
٢-
٣-
المصدر الرئيس
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق