الجمعة، 10 يناير 2020

ربما عثر باحثون على الحلقة المفقودة بين المادة الدماغية والوعي

٨ يناير ٢٠٢٠

بقلم تريستان غرين 

المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي 

راجعه المهندس علي أحمد الشيخ أحمد 

المقالة رقم ١١ لسنة ٢٠٢٠ 

التصنيف : أبحاث الذكاء 



by TRISTAN GREENE  

8 January 2020  



تعرف فريق من الباحثين من ألمانيا واليونان مؤخرًا علي العديد من الخصائص الجديدة للدماغ  البشري والتي يمكن أن تفسر كيف انبثق ذكاؤنا ووعينا الفريدان من نوعهما.

العلم لا يعرف  لماذا البشر أكثر ذكاءًا من العناكب أو القرود أو الطيور. ليس لدى العلم سوى نظريات لا سند لها  ليقدمها لنا حين نتساءل لماذا  يبكينا غروب الشمس   ولكن الفراشة لا تتعرف على مايلز ديفيز  (عازف جاز أمريكي) من صوت الرعد. كل ما يحدث داخل رؤوسنا (أدمغتنا) ليس كما يحدث في [أدمغة] المخلوقات الأخرى.

الجزء الأكثر ازدحاماً والأكثر تعقيداً في الدماغ البشري هو القشرة الدماغية. داخل طبقاتها ، وجد الباحثون  مساحة متكونة من أنسجة أكثر سمكاً مما عند غيره من أدمغة الحيوانات.  عينات  الاختبار المعتادة التي لدينا ، القوارض ، لها أدمغة تحاكي الدماغ البشري بعدة أوجه ، لكن  القشرة الدماغية هذه  ليست أحدها. ألقى الباحثون نظرة على كيف يتجلى نشاط الدماغ في الطبقة القشرية الثانية والثالثة ، ويبدو أن ما اكتشفوه هو تأكيد على أن كل خلية من الخلايا العصبية  يمكن أن تؤدي وظائف  كان يعتقد أنها مستحيلة.

في حين أن الطبيعة الدقيقة لنشاط الدماغ لا تزال غامضة ، فلدينا معرفة  مقبولة  إلى حد ما بكيفية عملها. الدماغ البشري عبارة عن شبكة عصبية (١) تقوم بإرسال واستقبال المعلومات من نقطة إلى أخرى حيث تعمل الخلايا العصبية المختلفة على أجزاء مختلفة من مسألة /مشكلة ما. عندما نتصور/ندرك/نحس  شيئًا/بشيء ما ، على سبيل المثال ، على دماغنا أن يقرر  ما إذا كان قريباً أم بعيداً ، كبيراً أم صغيراً ،  أحمر  أم أخضر، وهكذا دواليك. يقوم الدماغ بذلك عن طريق استخلاص المعلومات من نقاط الإدخال المختلفة ( ومنها الحواس الخمس)  وإصدار الإستجابة. يمكنك إعتبار  الأمر وكأنه جهاز كمبيوتر يستخدم بوابات الترانزستور لإجراء عمليات حسابية.
  
 يمكن للحيوانات والحشرات  القيام بهذه الأنواع من الحسابات أيضًا. نحن نعلم أن الطيور لديها معرفة بالملاحة الجوية (٢) وأن العديد من الثدييات يمكنها التنقل عبر آلاف الأميال بدقة متناهية (٣). لكن الطريقة التي يعمل بها البشر - بوعي وبدون وعي - يعتقد أنها فريدة من نوعها. 

في دراستهم الأخيرة (٤)، ألقى فريق من ألمانيا واليونان نظرة أعمق على الروابط المتفرعة بين الخلايا العصبية في أدمغتنا. ما اكتشفوه هو أن خلايا عصبية معينة في الدماغ البشري يمكنها من إجراء حسابات كنّا نفترض في  السابق أنها كانت نتيجة للعديد من الخلايا العصبية المتصلة ببعضها. 

حسب ورقة البحث التي نشرها الفريق (٥):

لقد أُفترض منذ فترة طويلة  أن جمع مدخلات المشابك العصبية  الإستثارية  على التغصنات العصبية والمخرجات  على  المحور العصبي يمكن أن تمثل فقط العمليات المنطقية مثل و/أو AND وOR.  تقليدياً  يعتقد أن عملية XOR  (عامل  إكس أور المنطقي، ٦) تتطلب حلاً شبكياً. لقد وجدنا أن وظيفة تنشيط       dCaAPs [الوظائف التي تم التعرف عليها حديثًا لخلايا عصبية في الدماغ البشري] سمحت لهم بحساب عملية ال XOR  بنحو فعال في التغصنات العصبية عن طريق كبح مدى ال dCaAP عندما تكون المدخلات أعلى من القوة المثلى.

في الأساس ، اكتشف الباحثون أن الدماغ البشري يمكنه تعديل مدى النشاط الكهربائي من أجل زيادة طول عمر وفعالية إشاراته. هذا ، على ما يبدو ، يسمح لخلايا عصبية معينة بالقيام بما هو أكثر من مجرد معرفة ما إذا كان  شيء ما هو ذلك الشيء أو شيء آخر ، فإنه يسمح لهم بإجراء حساب لل XOR (٧)، وهو شيء كان يعتقد سابقًا أنه مستحيل بالنسبة لخلية عصبية واحدة في الدماغ البشري.
  
ليس من الواضح بالضبط ما تعنيه هذه المعلومات الجديدة ، لكن من المحتمل أن القوة الحاسوبية الإضافية التي توفرها هذه الحيلة  الفريدة من نوعها للدماغ البشري يمكن أن تفسر قدرتنا على تجسيد نشاطنا الدماغي على  أن ما ندركه  أنه ذكاء بشري أو وعي خاص بِنَا .
  
سنحتاج إلى مزيد من الأبحاث  لتوضيح ما يفعله النشاط الكهربائي الذي تم التعرف غليه حديثًا وما إذا كان مسؤولًا بالفعل عن وظيفة الدماغ العليا ، أو حتى فريداً من نوعه في البشر. ولكن هذا موضوع مثير يمكن أن يجيب على السؤال النهائي عن كيف انبثق الذكاء البشري والوعي.


مصادر من داخل وخارج النص 
  
  
  
  

٦-XOR هو اختصار لاحد البوابات المنطقية التي يكون فيها عدة مداخل و مخرج واحد فقط. فان كانت المداخل مختلفة  القيمة واحدها واحد يكون المخرج واحد و غير ذلك يكون المخرج صف، المزيد من المعلومات على هذا الرابط   https://ar.m.wikipedia.org/wiki/بوابة_اختيار_حصري


المصدر الرئيس 

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق