١٩ ديسمبر ٢٠١٩
المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ٤ لسنة ٢٠٢٠
التصنيف: أبحاث الأنثروبولوجيا
December 19th, 2019
في أكبر دراسة من نوعها ، درس باحثون من جامعة كار لغات من جميع أنحاء العالم وكيف وضع البشر مفاهيم للمشاعر.
الكلمة الصومالية للخوف هي كابسي cabsi وفِي اللغة التاغالوغية (لغة الفلبين الرسمية) ، تاكوت takot وفِي الآيسلندية ، أوتي ótti. ولكن هل تنقل هذه الترجمات نفس مشاعر الناس؟
قام باحثو علم النفس من جامعة نورث كارولينا في مدينة تشابل هيل ، بالتعاون مع باحثين من معهد ماكس بلانك ، بدراسة لغات من جميع أنحاء العالم ووجدوا أن الطريقة التي يتصور بها الناس المشاعر كالغضب والخوف والفرح والحزن قد تختلف بين المتحدثين بلغات مختلفة .
الدراسة هي الأكبر من نوعها ، وتحتوي بيانات من حوالي ٢٥٠٠ لغة. جوشوا كونراد جاكسون Joshua Conrad Jackson ، طالب الدكتوراه في علم النفس في جامعة شمال كالورانيا في تشابل هيل ، والمؤلف الرئيسي للدراسة ، والأستاذة المشاركة في علم النفس كريستين ليندكويست Kristen Lindquist كبيرة المؤلفين للدراسة. نشرت نتائجهم في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٩ في مجلة ساينس Science.
لمقاربة الموضوع ، قام الباحثون ببناء وتحليل شبكات كبيرة من كلمات تتفق في اللفظ ولكن تختلف في المعنى Colexification (١) باستخدام عينة عالمية من اللغات. يحدث أن هناك كلمات تتفق في اللفظ وتختلف في المعنى Colexification (١) حيث قد يكون لكلمة واحدة أكثر من معنى في لغة ما. في أكثر الأحيان ، اتفاق اللفظ واختلاف المعنى يعني أن متحدثي اللغة يرون مفهومين متشابهين. على سبيل المثال ، يستخدم المتحدثون الروس كلمة " Ruka" لوصف كل من اليد والذراع. في هذه الدراسة ، سأل الباحثون عما إذا كان لدى اللغات نفس الظاهرة للمشاعر (اتفاق في العبارة واختلاف في المعنى) ، وإذا كان الأمر كذلك ، فما هي المشاعر التي أعتبرت متشابهة ومتميزة.
وجد الفريق أن اللغات في جميع أنحاء العالم تصف المشاعر بصورة مختلفة . على سبيل المثال ، ترى بعض اللغات أن الحزن يشبه الخوف والقلق ، بينما يرى البعض الآخر أن الحزن يشبه الندم. وجد الفريق أيضًا أن الطريقة التي تعبر بها الثقافات عن المشاعر مرتبطة بالجغرافيا. تشترك المجموعات اللغوية القريبة من بعضها البعض في وجهات نظر متشابهة أكثر مما تشترك معها مجموعات لغوية بعيدة عنها.
وقال جاكسون: "من المحتمل أن يحدث هذا الاختلاف بسبب الاتصال التاريخي والتواصل بين المجموعات اللغوية القريبة ، مما أدى إلى فهم مشترك أقوى للمشاعر".
بغض النظر عن الجغرافيا ، جميع اللغات تميز المشاعر بناءًا على ما إذا كانت سارة أو غير سارة للشعور بها ، وما إذا كانت تنطوي على مستويات منخفضة أو مرتفعة من الإثارة. على سبيل المثال ، لغات قليلة ترى أن المشاعر المنخفضة الإثارة للحزن مشابهة للمشاعر المرتفعة الإثارة للغضب ، كما أن لغات قليلة تنظر إلى المشاعر السارة لـ "السعادة" مشابهة لمشاعر "الندم " غير السارة .
هذا يشير إلى أن هناك عناصر كونية (عالمية) لممارسة المشاعر التي ربما نجمت من التطور البيولوجي.
قال جاكسون: "في مثل هذه العينة المتنوعة ، فوجئت أنا برؤية كيف تميز اللغات العالمية المشاعر السارة عن المشاعر غير السارة".
بصرف النظر عن هذه النتائج ، يوضح المشروع كيف يمكن للمشاعر المتفقة في العبارة والمختلفة في المعنى Colexification أن توضح الارتباطات الدلالية في الثقافات المختلفة.
وقالت ليندكويست: "لن تساعدنا هذه الشبكات الترابطية الكبيرة في دراسة كيف يصنع/يضع البشر معنى للمفاهيم المختلفة فحسب ، بل يمكنها أيضًا أن تسلط الضوء على الاختلافات الثقافية في صنع المعنى" (للتعريف ، راجع ١). "لقد درس علماء النفس منذ فترة طويلة كيف يعرف البشر عوالمهم (محيطهم) ، وسيتمكن باحثو المستقبل من تطبيق طريقتنا في دراسة معرفة أنواع مختلفة من المفاهيم".
تعاون الباحثون مع معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية والجمعية الملكية النيوزيلندية في هذا البحث الذي مِوّل جزئيًا من قبل المؤسسة الوطنية للعلوم.
٢- صنع المعنى meaning -making في علم النفس، يُقصد بعملية صنع المعنى كيفية تفسير الأشخاص، أو فهمهم لأحداث الحياة، والعلاقات، وأنفسهم. يُستخدم المصطلح بشكل واسع في المجالات المتعلقة بعلم النفس الاستشاري، والعلاج النفسي، خاصة مع الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف معينة كموت أحد الأقرباء، أو خسارة، ويستخدم المصطلح أيضًا في علم النفس التربوي" اقتبسناه من نص ورد على هذازالعنوان : https://ar.m.wikipedia.org/wiki/صنع_المعنى
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق